من المجزوءة الفلسفية / صراع مع الحقيقة

صراع مع الحقيقة

أحيانا نضرب مواعيد مع أشخاص لا نعرفهم و لم نراهم مسبقا و إنما قد تكون الصلة الوحيدة التي تجمعنا بهم أشياء وهمية من حيت أنها لا تظهر لنا الأشخاص و إنما تجمعنا معهم بالكلام أو الرموز .. أما الأشخاص نفسهم يضلون في عالم الغيب ..
من خلال هذه الوسائل قد نبني في خيالنا صورة صورة لأولائك الناس ونختار لهم صفات و أشكال حسب خيالنا و نختار طبيعتهم وفق ما نحب ..
وشيء فشيء .. نزين الصورة أكثر و أ كثر
و يقترب الموعد أكثر و أكثر ..
وحينما يأتي فتكون المقابلة .. تأتي الصدمة
ليتبدد كل ما بنيناه في خيالنا .. تحطم تلك الصورة أمام الواقع
فلا هم مثل ما تخيلنا و لا تلك الصورة المثالية صورتهم
لينشأ صراع نفسي بين ما بني في الخيال و كان مجرد ضلال و بين تقبل الحقيقة

هذه صورة أعطيتها لعلي أوضح أكثر الصراع الأفلاطوني الذي تحدت عنه أفلاطون في تقبل الحقيقة ..

و الذي يوضحه أكثر في أسطورة الكهف

يقول أفلاطون :
" تخيل رجالا قبعو في مسكن تحت الأرض على شكل كهف , تطل فتحته ع النور , و يليها ممر يوصل للكهف , هناك ظل هؤلاء الناس منذ نعومة أظافرهم , وقد قيدت أرجلهم و أعناقهم بأغلال , بحيث لا يستطيعون التحرك من أماكنهم , و لا رؤية أي شيء سوى ما يقع أمام أنظارهم ...و من وراءهم تضيئ نار أشعلت عن بعد في موضع عالي .. "

بإختصار أهل هذا الكهف هم أناس عاشو فيه من صغرهم و عاشو في ذالك الظلام و ع تلك الإشعاعة التي كانت صادرة من مكان عالي فأعتقدو أن ما في الكهف حقيقة الحياة ..
فكانت حقيقتهم مجرد ظلال في كل شيء ..

يقول أفلاطون :
" فلنفرض أننا أطلقنا صراح واحد منهم ..و أرغمناه أن يسير رافعا عيناه نحو النور . عند إذن تكون كل حركة من هذه الحركات مؤلمة له, وسوف ينبهر لحد يعجز عن رؤية الأشياء التي كان يراها ظلال من قبل , "

و هذه هي الصدمة حينما يكتشف الإنسان أن كل الأشياء التي كانت في مخيلته و أعتقدها حقيقة مجرد أوهام وضلال
فيصدم و الصمة في الصراع مع تقبل الحقيقة

يقول أفلاطون:
" و إذا أرغمنا هذا الشخص ع أن ينظر إلى نفس الضوء المنبعت من النار ..ألا تضن أنه سيحاول الهروب و العودة إلى الأشياء التي يمكنه رؤتها بسهولة "

و هنا سأقف لأقول ..
هذا ما نعيشه ,أسطورة الكهف قد تكون مختلفة لكنها من وجهة ما تشبه حياتنا ..
فنحن دائما نفضل الهر ب ع أن نواجه الحقيقة ..
هروبا خوفا منها .. وهروب لأنه الحل الأسهل ..

همسة
" في الأخير عاد ذاك الشخص إلى الكهف لأن الحقيقة كان أقوى من أن يتقبلها و يعيش فيها "

تحياتي لكم

ربا

نظرية الكهف .. نظرية لن أفوّتها أبدا ً
مهما تأخرت في الحضور إليها .. فـ هي كانت مدخلي للـ فلسفة ..

هذه النظرية لم تثبت فقط أن الحقيقة مُرّة
بل أثبتت بـ أن ما يزيدها مرارة هي تلك النفوس المتشبثة بـ أوهامها
و لا تعطي مجالا ً للـ رأي الآخر بالـ دخول ..

هي بالـ تأكيد مشكلتنا نحن مع الواقعية
و تفسر رفضنا لـ كثير من الآراء الصحيحة أمام الناس في حُجة كرامتنا ..!!

كذلك من جهة أخرى .. التفرّد بـ معرفة الحقيقة بـ حد ذاته عذاب من نوع آخر
مؤسف أن عملية المشاطرة لا تكون سهلة هنا .. و تحتاج لـ وقت طويل من الاقناع و رص الحجج و الرد على الانتقادات ..

سؤالي ؛

في الأخير عاد ذاك الشخص إلى الكهف لأن الحقيقة كان أقوى من أن يتقبلها و يعيش فيها

من كان أقوى بـ نظرك ؟
و لو كنت ِ مكان شخص كـ هذا ؟ ماذا كنت ِ فاعلة ؟

ربا ؛؛ أسعدني جدا هذا الجزء

شكرا ً لك ِ ,

مساء الخير....نعم لربما من اصعب الامور مواجهة الحقائق وقلائل هم من يواجهون الحقيقة وقدتكون صدمة او مولمة وقد يرسم الانسان بمخيلته صورة ويتفاجا بالعكس ولكن على الانسان ان يهي نفسه للحقائق والمفاجات لان الحقيقة لا خلاص منها والمخيلة والحسابات لا تصيب دائما.مع تحياتي

الحقيقة مرة ،،،، سواءاً كنت تسمعها ،،، أو تنطق بها ،،

لذا قيل : صديقك من َصَدَقك لا من َصّدقك

أما مواجهتها فأدها وأمر ،،

فأنت تخشى سماعها فكيف ستواجهها ،،،

لكني أعلم أنك إن واجهتها سترتاح وسترى الطريق بوضوح ،،

وستهون عليك بعد أول مواجهة كثيرٌ من الأمور والحقائق ،،

ستنقشع عن عينيك الغمامة الأولى لدى سماعك الحقيقة ،،

فلا بد هنا من استجماع القوى والتقدم والصبر .

أميرتي موضوعٌ يخشى الكثيرون الخوض فيه بجدية ،،

جميلٌ طرحك ونقلك بجمالٍ تعليقٍ يبرز حسن فهمك ،،

وجميل توضيحك له

ظهورك دائماً رائع لا استطيع أن اذهب دون أن أرد ،،

واعذريني إن كان في بعض كلامي بعض الركاكة والاستعجال ،،،
لك امتنان عظيم على ما تتحفيننا به أميرتنا .