(¯`·._ســـــحــر الــــــغــــرام_.·`¯)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(¯`·._ســـــحــر الــــــغــــرام_.·`¯)


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 انا والتفاحه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مثنى النقشبندي
.::الأدارة العامة ::.
.::الأدارة العامة ::.
مثنى النقشبندي


ذكر
عدد الرسائل : 219
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

انا والتفاحه Empty
مُساهمةموضوع: انا والتفاحه   انا والتفاحه Emptyالأربعاء يناير 02, 2008 8:06 pm

قصه من مجموعه قصص للـ أديب/أحمد زياد محبك
من مواليد مدينة حلب عام 1949.
وتخرج فى عديد من الكليات والجماعات
والدراسات العليا..وغيرها كثيراُ
لكن ما يهمنا فى الموضوع هو هذه القصه

انا.... والتفاحـــه

لها أن تأكل تفاحها كما تشاء،
ولي أن آكلها أنا كما أشتهي.


بلطف أمسك بها من غمازتيها، بالإبهام والسبابة، أرفعها إلى أعلى بهدوء، مثل أيقونة مقدسة،
أتأمل تألقها مثل الشمس، مثل حقل حنطة، مثل ذهب مشع، مثل شعر أشقر منسدل على نهد، أدنيها من فمي،
وأنا أشم شذاها الناعش، ألثمها، وأنا أحار كيف أقضمها؟ شفاهي تتلمس تألقها الزاهي، تزقزق قشرتها تحت أسناني،
تنحل عصارتها في لساني، كالرضاب، تنسل من زاوية فمي، وهي تذوب، كقطرة ندى، أمضغ طراوتها، كأنها عهد الشباب،
موسيقا وألحان تذوب، عزف كمان، فضاءات وأبهاء قصور، حقول خيول تسبح في الشمس والخضرة، جموح لايحد، والشفاه تنطبق على الشهد كي لا يذوب،
من أين أتى هذا العبق؟ أي سحاب سقاه؟ أي جذر مدّ فيه هذا النغم؟ العالم كله في هذه الاستدارة الناعمة، هي صغيرة تحملها اليد،
تحتويها الأصابع، تلفُّها من كل الجهات، تنعم بملمسها الرطب، هي أكبر من الأهرام، أعظم من الهيملايا، كأنها نهد تنام ويدك عليه،
تحس أنك تملك العالم كله، مثل طفل، هنا الغذاء والدفء والحنان والنبض، وتقضمها،
تمنحك ذاتها طرية، بحنان، حتى في قشرها الود، كل الود، وفي السويداء حبات البقاء،
بها تتحدى الفناء،لايمكن أن تتخلى عنها، فلتكن كلها في الأعماق، لعلها تمد هناك الجذور، تثمر عمراً أخضر،
وتبقى البقية في اليد، تحملها بلطف، كيف تتخلى عنها؟ وعلى الأنامل نداها والشذى، والنسغ يجري في القلب؟
وأنت أمامي، تغرسين الشوكة، يسيل الشهد، وبالسكين، تشطرين القلب.
لك أن تتناولي تفاحك كما تشائين.
تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فادي حلاق
:: عضو جديد ::
:: عضو جديد  ::



ذكر
عدد الرسائل : 37
تاريخ التسجيل : 04/01/2008

انا والتفاحه Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا والتفاحه   انا والتفاحه Emptyالسبت يناير 05, 2008 12:02 am

يسلموووووووووووووووووووووووو

اخوي
ملك الحب
على

الموضوع الرائع

والله يعطيك العافيه

وننتظر جديدك


تحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سهر
:: مشـــرف ::
:: مشـــرف ::
سهر


انثى
عدد الرسائل : 64
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

انا والتفاحه Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا والتفاحه   انا والتفاحه Emptyالثلاثاء يناير 08, 2008 5:54 am

بكتلته الجسدية الضخمة، مثل دبابة، يتدحرج، من حوله الجند، مدججون بالسلاح، الخوذات على الرؤوس، التروس الحديدية تقي الأجساد، الأصابع على الزناد.

هذه البيوت هنا بالأمس هدمناها، من بناها؟ هذه الأشجار في هذا الحقل أمس قطعناها، كيف نبتت هكذا مرة أخرى وامتدت واستطالت، كأن لها من العمر آلاف السنين، أوه، ياه، وهذا الرجل، وذاك الشاب، وهذه الصبية، كل هؤلاء كانوا بالأمس أطفالاً وبالرصاص حصدناهم، بالدبابات دسناهم، بالطائرات مزقناهم، أحياء دفناهم، كيف خرجوا من الأرض؟

سأدمرهم ثانية، هم وغيرهم، حتى الأطفال في الأرحام، حتى الجذور تحت الأرض، حتىغبار الطلع، لن تفلت مني لا فراشة ولا نسمة ولا حبة قمح، سأدمر كل شيء.

يهبط من السفح، كتفاه عريضتان متهدلتان، رأسه كبير، مثل قنبلة، بطنه يمتد أمامه مثل دبابة، يداه القصيرتان تخفقان، مثل قنبلتين، عيناه متورمتان، كأنهما رصاصتان محشوتان بالحقد والكراهية، يسرع، يهيب بالجند.

هيا أيها الجند، ابنوا الأسوار، أحيطوا بها المدن، اقلعوا أشجار الزيتون، احرثوا بيارات البرتقال، اهدموا القرى، أزيلوها، شتتوا السكان، أبيدوهم.

هيا أيها الجند، احفروا الخنادق، تحصنوا بها، ارقوا بالطائرات في الجو، طاردوهم كالفئران، احصدوهم كالنمل، موتهم لكم حياة، أنتم الأرقى والأقوى والأبقى، وهم همج الأرض، لايستحقون الحياة، وجودكم هنا يمنحكم الحق كل الحق، نحن أصحاب الحق، غداً ينسون ما كان بالأمس، أنتم تصنعون الماضي، تصنعون الغد.

ويمضي، وهو يقود الجند.

تنبهوا، هنا مقعد على كرسي ذي عجلات، انسفوه، تنبهوا، هناك عجوز فوق التسعين، تقعد على درجات دارها، انسفوها، تنبهوا هنالك طفل يركض فرحاً للقاء أبيه الراجع من الحقل، أبوه يضمه إلى صدره، انسفوا الاثنين معاً.

هذا مصور، أياً كانت جنسيته، اضربوه، تلك سيارة إسعاف، تحمل هلالاً أو صليباً أو أي شعار، لا فرق، دمروها، هذا موظف في وكالة الغوث، من فرنسا أو إنكلترة، اقتلوه.

من واد إلى واد، من حقل إلى حقل، من قرية إلى قرية، يتدحرج، هو والجند والمصفحات والدبابات والطائرات.

في قلب الوادي، ينبت حجر، حجر صغير عليه بقية من لمسات طفل فلسطيني صغير، سقط من يده هنا بالأمس، بعد أن أرداه الجند بالرصاص.

في الحجر بقية من نبض القلب، نبضة أخيرة، يعلو بها قليلاً، ويتعثر بها الرجل الضخم، يختل، ويسقط، يتدحرج، كل أشواك الأرض تنهض، كل حجارة الأرض المعطرة بالدم الزكي تعلو، كل الزهرات التي داستها المجنزرات تبعث، كل الحفر التي أحدثتها القذائف تتعمق، والجسد الضخم يتدحرج، ويتدحرج، وفي إثره يتدحرج الجند المدجج، فقد جاء الأمر بالدحرجة، على الأشلاء والجثث والأطفال والمسنين وعلى عربات المقعدين والعجزة يتدحرج الجند.

في الهاوية، في حفرة من قمامة ونار، يسقط الجسد الضخم، في إثره يسقط الجند والمجنزرات والطائرات، وتغور الأرض بالمستوطنات.

يرحلون لايحملون سوى حقائب فارغة، يرجعون إلى أوطانهم في بلاد الأرض فهم هناك مواطنون، وقد كانوا هنا عابرين.

ويعود من كانوا لاجئين حاملين حقائب مملوءة، يرجعون إلى وطنهم فلسطين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مثنى النقشبندي
.::الأدارة العامة ::.
.::الأدارة العامة ::.
مثنى النقشبندي


ذكر
عدد الرسائل : 219
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

انا والتفاحه Empty
مُساهمةموضوع: رد: انا والتفاحه   انا والتفاحه Emptyالسبت يناير 12, 2008 7:01 pm

أشكر لك مرورك الكريم




لقد أسعدني تواجد بصفحتي المتواضعة




لك تحياتي
مثنى النقشبندي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
انا والتفاحه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(¯`·._ســـــحــر الــــــغــــرام_.·`¯) :: سحر الشعر العربي :: سحر القصص القصيرة-
انتقل الى: