أولــــــــــى قــنــــاعــــاتـــي

لقد رحلت
بلا وداع ..
رحلتي لأعيش في ضياع
لتحضنني زوايا غرفتي
بألم
وذكريات
وأوجاع
،
فلم يعد لظلمتي قمر
فقد رحل
ولم يعد لليل معنى للسهر
سوى الشوق والوجل
وذكريات
تطرق أبواب الدهر
،
في الماضي
كنتي للحياة
بحريتي راضي
كنت أعيشها
حيناً كمتهم
وحيناً كجلاد
وقد أكون قاضي
،
لم أكن احسب لوقتي حساب
أحب المغامرة
وأحب روح الشباب
،
كنت أظن
بأنني تعلمت الكثير
وأصبحت للحياة بحرية
مسؤول وجدير
،
حتى عرفتك
بدأت أتوه عن نفسي
بدأت أعيش يومي
بذكرياتي في أمسي
أقتحمتي ذكرياتي
وفتحتي قلبي وحسي
إنه الحب
إنه العشق
كررتها مراراً في نفسي
إنه الخيال والحلم ..
يداعب قمري
ويدفئ حرارة شمسي

،
،

أحببتك
وأحببت بحبك القدر
عرفت معاني لوجودك
تعلمت أن أقراء وأكتب
على ضوء القمر
ومن صحرائي
سمعت ألحان البحر
تعلمت أن ابتسم
بين أشواقي إليك
حتى وإن كانت
تحتضر
،
حين أحببتك
تعلمت أن للصمت معاني
والحياة أحلام جميلة
بين ساعات الأمل
حتى وإن كانت دقيقة
،
شعرت بأشواقي إليك
حين تأسر كياني
هذيان وجنون
وكلماتٍ
تملأها أشجاني
ونبضات قلبي
بحضورك
تسبق الثواني
علمت أن للخيال حدود
تلك الحدود
بداية الأماني
تعلمت أن اترك كل شيء
قد يفسرني
بالحب الأناني
،
حين أحببتك
ملكتي زوايا حياتي
كنتي كالوشم القديم
من مولدي حتى مماتي
أحببت اندفاعي إليك
حتى أصبحت بقربك
ناكراً
متجاهلاً لذاتي
،
لم أحسب للعمر حساب
سوى في غيابك
كانت الدقيقة
تعني لقلبي عذاب
لم أنتظر من السنين
إن كنت مخطئاً
أم كنت على صواب
ولم أكن اعلم
بأن في عالمنا
ما أسموه سراب
كل شيء جميل
حتى لحظات الغياب
ولم يكن طول انتظاري
وحتى كلماتك الجارحة
سوى حباً يحتوي عتاب
،
مرت السنين
دون أن اعلم
أهي مسرعه أم بطيئة
أهو حلم جميل
أم وهم يخبئ الخطيئة
صوتك
جمالك
أنوثتك
قلبك
لقد كانت كلها حقيقة
أحببت وجودها
في حياتي
،
وحين كبرت
وأصبح نبض شبابي
ينطق إسمك
وأقرب أصحابي
قلمك ورسمك
،
قادتني السنين
أن ألتمس بحبك ذاتي
أن اشعر بأنكِ
أروع حتى من صفاتي
حين حاسبت نفسي
عن حاضري وكل آتي
بحثت في أعماقك
لتكتمل إليك
أجمل خطواتي
،
بحثت عن قناعتك
حين كنت
بنظرتك قنوع
دائم الاستسلام
كثير الوقوع
بحب لا يعرف الملل
مندفع
يكره الرجوع
دائم الغرق
بين أوراقي
حتى الدموع
قد اغرقتني
بين أشواقي
،
دقت أجراس الرحيل
وإحساسي تلاشى
خلف قلباً
أصبح للوهم قتيل
وعالمي في ذهول
وللدقائق
مشدوهاً وذليل
،
تساءلت بجنون
لماذا الرحيل ؟!
هل ما وهبته لقلبك
ناقص أو قليل
هل كنت بمشاعري
ناكراً أو بخيل !؟
،
وعلمت من صمت الوجود
وحين ردد الصدى نداءاتي
بأنكِ لن تعودي
فقد كنتي تحاسبين هفواتي
في سوء الظروف
وقسوة الألم بين لحظاتي
ولم أقف عاجزاً
فقد رويت شوقاً بآهاتي
وبنيت حباً شامخاً
في جذور قلبي
حين كنتي نواتي
،
،
وكعادتي
يأتي وقت حروفي
وبيدي قلمي
وصفحة بيضاء أمامي
لأعبر عن أجمل أوقاتي
لم يعد هناك حبراً
فقد ضاعت حروفي
بين عبراتي
فلم تكن سوى دموعاً
تحرق وقفاتي
حين رسمت قلباً مكسور
يعانق الظلام
بخطوط عشوائيه
وتهمسها الأعماق
هاهو مصيري الآتي
وارتميت للمجهول
ابحث عن طريق
ألملم بقايا لشتاتي
،
علمت حينها
أن رحيلك
لم يكن سوى
طريقي الطويل.....

لأولى ق ن اع ات ي