(¯`·._ســـــحــر الــــــغــــرام_.·`¯)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(¯`·._ســـــحــر الــــــغــــرام_.·`¯)


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ملف عيد الحب (الفالنتاين)

اذهب الى الأسفل 
+2
وردة الحب
بياض الثلج
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بياض الثلج
:: V i p ::
::   V  i  p    ::
بياض الثلج


انثى
عدد الرسائل : 56
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

ملف عيد الحب (الفالنتاين) Empty
مُساهمةموضوع: ملف عيد الحب (الفالنتاين)   ملف عيد الحب (الفالنتاين) Emptyالخميس فبراير 14, 2008 12:51 am

ملف عيد الحب (الفالنتاين)
سيكولوجية تعلم الحب


د.علي سليمان
اننا نقف الآن وجها لوجه أمام مشكلة من أصعب المشكلات ألا وهي مشكلة الجانب التطبيقي العملي في الحب.هل يستطيع الإنسان أن يتعلم شيئاً ما عن طريقة أو كيفية اتقان فن من الفنون أو حرفة من الحرف؟وهل يستطيع الإنسان أن يتعلم طريقة أو كيفية ممارسة هذا الفن أو تلك الحرفة؟
الحب عبارة عن خبرة شخصية لابد أن يمر بها الإنسان حتى يصبح لها معنى في حياته (تشير كل الحقائق الى أنه مامن انسان على هذه الأرض إلا وقد مر بهذه الخبرة ولو مرة واحدة في حياته,حتى ولو في أبسط شكل من أشكالها,سواء كان ذلك في طفولته المبكرة أو في سنوات عمره الأولى,أو في مرحلة نضجه).ان مهمة أية مناقشة للجانب التطبيقي في الحب,قد تكون هي الشرط الذي يجب أن يتوفر لنا حتى نتمكن من مناقشة الحب "كمادة" أو كفن أو كعلم مثل غيره من المواد والعلوم والفنون,وحتى نتمكن أيضا من مناقشة الخطوات الأولى في الحب.أن الخطوة الهامة والفاصلة في سبيل التوصل الى الهدف لابد أن نتبع من الإنسان المحب,أي لابد وأن يبدأها كل انسان بنفسه,ومع ذلك فانني اعتقد أن مناقشة الخطوات الأولى عن طريقة وكيفية اتقان اي فن من الفنون أو علم من العلوم أو حرفة من الحرف,قد تكون عاملا مساعدا على الأقل لكل راغب في التعلم.
1- النظام:
ان الممارسة العملية والتدريب العملي على أي فن أو علم أو حرفة,يتطلب من الإنسان التدريب على مجموعة من الأشياء العامة,بغض النظر عما إذا كانت هذه الأشياء تدخل مباشرة في المجال الذي يريد اي فرد ما أن يتعلمه,أي بغض النظر عما إذا كان هذا الشخص يهتم بدراسة التجارة أو الطب أو الهندسة أو تعلم الحب.ويتطلب التدريب والتعلم لأي مهنة من المهن أو حرفة من الحرف أو فن من الفنون أو علم من العلوم توفر درجة معينة من النظام.فلايستطيع الإنسان ان يتوصل الى اي شيء أو يحصل على أي شيء إذا لم يكن انساناً منظماً (النظام هنا شرط ضروري للمارسة والتعلم ).وعندما يفعل الإنسان مايفعل أو يقوم بأداء عمل معين وفقا لحالته المزاجية.فإن مايقوم به هذا الإنسان,قد يوصله الى ممارسة هواية مسلية,ولكن هذا لن يؤدي به الى أن يصبح ماهراً أو خبيراً في هذا المجال,بالدرجة التي تجعله يحقق نجاحاً وتفوقاً.المشكلة هنا ليست فقط مشكلة النظام في التدريب على فن معين أو على عمل معين,ولكن المشكلة هي مشكلة النظام في الحياة كلها.قد يعتقد البعض أنه ليس أسهل على انسان العصر الحديث من تعلم النظام,ألا ينتظم هذا الانسان عددا معيناً من الساعات في العمل الذي يقوم به يوميا؟ أو ينتظم عددا من الساعات في المدرسة إذا كان تلميذا أو مدرسا؟ وهو عندما يؤدي عمله – بغض النظر عن نوع هذا العمل – لابد وأن يؤديه بطريقة منظمة؟ ولكن الحقيقة هي أن الإنسان المعاصر يبدو أقل تنظيماً بعد الانتهاء من العمل بدرجة واضحة – فعندما لايكون لدى الإنسان عمل نجد أن الكسل يلازمه ,كما تلازمه عدم الرغبة في عمل أي شيء..انه يحتاج الى حالة من الاسترخاء حتى يتمكن من استخدام كلمة مهذبة.ونجد أيضاً أن هذه الرغبة في عدم العمل ماهي إلا رد فعل لروتين الحياة.فلأن الإنسان قد أجبر أو اضطر اضطراراً على أن يعطى من وقته عدداً معيناً من الساعات يومياً وعلى أن يعطى من صحته وقواه طوال هذه الساعات أثناء العمل,وربما كانت أهداف العمل تختلف عما كان يتمناه هذا الإنسان,كما أن العمل قد يتم بأسلوب يختلف تماما عن الأسلوب الذي كان يود هذا الإنسان أن ينجزه به,ولكن هذا الأسلوب ما هو إلا أسلوب قد سبق تحديده ليتمشى مع النظام الكامل للعمل,وبالتالي فإذا حاول ذلك الإنسان أن يتمرد أو يتذمر,فإن عصيانه يعتبر تمرداً على النظام العام.
2- التركيز:
التركيز كشرط ضروري لتعلم واتقان أي فن أو علم من العلوم أو حرفة من الحرف ليس في حاجة الى البحث عن دليل أو برهان,فكل من حاول ذات يوم أن يتعلم فنا أو حرفة أو مهنة يعرف ذلك جيدا.ويعتبر التركيز في مجتمعنا أكثر ندرة من النظام أو التنظيم الذاتي.إن ثقافتنا المعاصرة تقود الإنسان الى نوع من الحياة الممزقة الخالية من هدف واضح يركز عليه الإنسان فالإنسان في مجتمعنا يقوم بأداء الكثير من الأشياء دفعة واحدة,انه يقرأ ويستمع الى الراديو والى الموسيقى,ويسلى نفسه ويأكل وهذا يدل على اضطراب الإنسان ومرضه.
لقد أصبح الإنسان في المجتمع الحديث انسانا مستهلكا,يجلس فاتحا فاه مستعدا لابتلاع كل شيء(المشروبات والصور والعلم).وهذا النقص في تركيز الإنسان على شيء محدد,يظهر لنا بوضوح وجلاء في الصعوبات التي يواجهها كل منا عندما يخلو الى نفسه.
3- المثابرة:
عندما نتحدث عن المثابرة فإننا نعرف أن كل انسان يريد أن يتعلم فنا أو علما أو مهنة يعرف أن الصبر والمثابرة ضرورية جداً,إذا ماأراد الإنسان أن يحقق الهدف من التعلم.عندما يريد الإنسان أن يصل الى نتيجة سريعة,فأنه لايتعلم أي فن إطلاقاً.ويعتبر الصبر والمثابرة على نفس درجة الصعوبة التي نجدها في النظام وفي التركيز,ذلك ان نظم الانتاج الحديثة,وخصوصا الانتاج الصناعي تتطلب منا العكس تماما,فهي تتطلب السرعة وليس الصبر او الأناة أن كل الآلات الحديثة قد تم تصميمها لتدور بسرعة معينة.
ومن الطبيعي أن يكون لهذه السرعة أسسها الاقتصادية,ولكن الكثير من الجوانب الأخرى توضح أن قيمة الإنسان أصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد,بل أن الاقتصاد هو الذي يحدد قيمة هذا الإنسان ,ذلك اننا نجد أن مواصفات جودة الآلة هي نفسها مواصفات جودة الإنسان.ان الإنسان المعاصر يعتقد أنه سيفقد الوقت ويضيعه إذا لم ينته من أداء عمل معين بسرعة فائقة,ولكنه من ناحية أخرى لايعرف ماذا سيصنع بالوقت الذي توفر نتيجة الانجاز السريع للعمل,غير أن يحاول قتل هذا الوقت.
4- الدافعية:
تكمن أهم شروط التعلم لأي مهنة أو فن أو علم في شروط الدافعية,أي في مدى توفر الإهتمام الشخصي نحو تعلم هذه المهنة أو ذلك الفن أو العلم الذي يريد الإنسان أن يتعلمه.إذا لم يكن الفن أو العلم أو المهنة التي يريد الإنسان تعلمها تمثل بالنسبة له أهمية كبرى,وإذا لم تستحوذ على كل اهتمامه,فإنه لن يستطيع التعلم,وفي أحسن الحالات قد يظل هذا الإنسان من هواة ذلك الفن أو العلم أو العمل,ولكنه لن يصبح انسانا خبيراً وذا باع في هذا المضمار أو ذاك.ولهذا الشرط اهمية خاصة في ميدان الحب مثل غيره من ميادين العلوم والفنون والمهن التي يتعلمها الإنسان,غير أنه يبدو وكأن العلاقة بين هواة الحب وبين خبراء الحب تفسر في مصلحة هواة الحب,إذا ماقورنت بالعلاقة في مجالات العلوم والفنون الأخرى.
إذا أعدنا النظر في الشروط العامة المطلوبة لتعلم أي فن أو مهنة أو علم,فإننا نجد أن هناك نقطة هامة تجب الإشارة إليها:
إن الإنسان لايبدأ مباشرة بتعلم المهنة أو العلم أو الفن الذي يريد تعلمه بطريقة مباشرة,ولكنه يبدأ بطريقة غير مباشرة دائما فعلية أولا أن يتعلم – غالبا – أشياء أخرى قد تبدو لأول وهلة وكأنه لاعلاقة لها بما يريد الانسان أن يتعلمه ويتقنه.ولنأخذ على سبيل المثال انسانا يريد أن يتعلم فن كتابة القصة.نجد أن عليه أولا أن يبدأ بالقراءة وليس الكتابة ..عليه أن يعود الى كتب الأدب ويقرأ كثيراً حتى ينمي في نفسه الموهبة,ثم عليه بعد ذلك أن يتعلم فن الكتابة وأصول كتابة القصة سواء القصة القصيرة أم الرواية..
وإذا طبقنا ماسبق في مجال الحب فان هذا يعني أنه على كل انسان يرغب في تعلم الحب وفي أن يكون خبيراً في الحب أو فناناً في الحب أن يبدأ في كل مراحل حياته بالتدريب على النظام والتركيز والمثابرة والصبر.
ولكن كيف يتمرن الإنسان على النظام؟
على الإنسان أن يصحوا صباحاً في ساعة محددة كل يوم,وأن يؤدي عملا معيناً مثل التمرينات الرياضية مثلا,أو الجري أو القراءة,أو التنزه ,وعليه ألا يترك نفسه فريسة لتأثير المغريات الوقتية على حساب حياته المرسومة كالاستمرار مثلا في قراءة قصة بوليسية,أو مشاهدة فيلم في التليفزيون,أو أن يأكل أكثر من اللازم طالما كان الأكل لذيذ الطعم,أو أن يتمادى في تضييع الوقت بلا حسيب ولارقيب ان هذه هي أوضح وأبسط القوعد المعروفة انه من الضروري ألا يكون النظام الذي يتمرن الإنسان عليه مفروضاً عليه من الخارج,ولكن يجب أن يكون تعبيراً عن الرغبة الحقيقية عند الإنسان,حتى يشعر الإنسان بأن هذا النظام شيئاً حسناً ومقبولا,وحتى يتعود الإنسان تدريجياً على هذا النظام بالدرجة التي تجعله يشعر بأن شيئاً ما ينقصه لو أنه أخل بالنظام الذي تعود عليه.
ثم يأتي عامل التركيز,وهنا نبدأ بالقول بأن عنصر التركيز قد أصبح في عصرنا الحالي أمرا شاقا.انه يبدو أن التركيز في المجتمع المعاصر قد أصبح يصطدم بالتصدع والتشقق وعدم الوضوح,ولكن الانسان يجبر على غير رغبة منه ودون أن تتوفر لديه القدرة على أن يركز.
إن أهم خطوة لتعليم التركيز هي أن يتعلم الإنسان أن يقضي وقتا مع نفسه فقط..أن يخلو الانسان الى نفسه بلا كتاب يقرأ فيه ,ولاصحيفة يتصفحها أو راديو يسمتع الى مايذاع من خلاله وتبدو القدرة على التركيز بوضوح في قدرة الإنسان على أن يخلو بنفسه...هذه القدرة على الوحدة والخلود الى النفس هي أحد الشروط الهامة للقدرة على الحب.إن الإنسان المحب لله والمتصوف يستمتع في خلوته بحبه الإلهي..يجد الوجود كله في شخص من يحب..ويخلوا الإنسان العاشق الى نفسه فيجد حبيبه الغائب..انه قادر على التركيز,ولذلك فهو قادر على الحب.أما إذا كان الإنسان يرتبط بانسان آخر لأنه يجد فيه العون والمساعدة,أو لأنه في حاجة اليه,لعدم قدرته هو نفسه على الاستقلال,فإن الشخص الآخر لايعدو أن يكون هو الشخص المنقذ أو المساعد,وهنا لن تكون العلاقة بين هذين الشخصين علاقة حب,انها علاقة مصلحة وهذا ماتعكسه موجة أغاني (بحبك لا..محتاج لك آه..).
انه من الغريب فعلا أن تكون قدرة الإنسان على أن يكون وحيداً حين يخلو الى نفسه وينقطع عن الناس هي شرط قدرته على الحب,لأن الحب يعني التقاءه بالمحبوب فلايشعر بالوحدة .ان كل من حاول أن يجرب خبرة العزلة والوحدة وجد انها شاقة وصعبة,وسيجدها كذلك كل من يحاول ذلك,وشيئاً فشيئاً يصبح انسانا عصبياً,أو ليس مفهوم السجن هو العزلة؟,والعزلة عذاب وعقاب؟ ويبرر الإنسان عدم الميل الى تمرين نفسه علىالاعتزال وعلى الخلود الى النفس بالحجج العقلية أو بالقول بأن هذا كله ليس له أي معنى,لأنه من الهراء أن يضيع الإنسان وقته في مثل هذه الأشياء التافهة.
سيتأكد الإنسان في وحدته من ان الأفكار ستتكاثر,وبأنه في عملية حساب ومساءلة مع النفس,وقد يلاحظ هذا الإنسان فجأة أنه يخطط لما سيفعله بعد ذلك وبأنه يفكر في الصعوبات التي تواجهه في العمل,أو يفكر فيما سيفعله هذه الليلة مثلا.ان عدداً من التمرينات السهلة يمكن أن تساعد الإنسان كثيراً على تعلم فن التركيز ولنأخذ على سبيل المثال تمرين الجلوس مسترخياً بلا توتر,واغلاق العينين,ومحاولة تركيز النظر على نقطة,أو على مساحة بيضاء أمام العين,وطرد كل الأفكار المزعجة وكذلك كل الصور الأخرى التي تشتت التركيز.وقد يحاول البعض التركيز على ملاحظة عملية تنفسهم بلا تفكير في هذه العملية,ولكن يدرك الإنسان فقط عملية التنفس ويعيها في جسمه..ثم يحاول الإنسان أن يشعر بنفسه وبذاته,على أنها مركز قوته,وعلى أنها هي التي تحدد له عالمه.وعلى الإنسان أن يمارس عملية التفكير والتركيز يومياً لفترة من الوقت في الصباح وفي المساء قبل النوم.والى جانب هذا التمرين,على الإنسان أن يتعلم أيضاً التركيز في كل شيء يعمله,أن يتعلم التركيز عندما يستمع لمحدثه أو يستمع الى قراءة القرآن (وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (الاعراف /204) أن يتعلم التركيز عندما يقرأ كتابا ما,أن يركز عندما يتحدث مع انسان آخر,وأن يركز عندما يلقي بنطره على صورة معينة في أحد صالات العرض.وعندما يتقن الانسان فن التركيز ويكتسب هذه القدرة فلن يؤثر على الإنسان ماذا يقوم به من عمل,ولن يغيره ماذا يفعل,فالأشياء الهامة وكذلك الأشياء غيرالهامة سيصبح لها بعدا جديداً في الواقع,لأن الإنسان في حالة تركيزه سيكون أكثر انفتاحا وإدراكا.
وحتى يتعلم الانسان كيف يركز عليه أن يتجنب المناقشات الفارغة التي ليس لها موضوع ولاجوهر,لأن مثل هذه المناقشات وإنما هي مضيعة للوقت.
ان التركيز في العلاقة مع الآخرين يعني بالدرجة الأولى القدرة على الاستماع.فالكثيرون من الناس يعتقدون أنهم يحسنون الاستماع الى غيرهم,كما أنهم يدلون بنصائحهم التي تدل على أنهم لم يستمعوا أصلاً الى كل ماقيل..انهم لايأخذون مايقوله محدثهم مأخذ الجد,الأكثر من هذا انهم لايأخذون مايدلون به لمحدثهم من إجابات ونصائح مأخذ الجد.والنتيجة هي أنهم يصابون بالتعب من الحديث,إنهم يعيشون في الوهم,ذلك الوهم بأنهم سيكونون أكثر تعبا وإرهاقاً إذا استمعوا جيداً وانصتوا لكل مايقال,والحقيقة أن العكس هو الصحيح.ان كل عمل يتم التمرين عليه من خلال تركيز الانسان على هذ ا العمل,يجعل الانسان يقظاً واعياً,(بغض النظر عما إذا كان الإنسان سيشعر فعلا بعد ذلك بالتعب والارهاق فهذا شيء صحيح وطبيعي),بينما نجد أن كل تدريب على عمل مايتم دون تركيز الانسان على العمل الذي يتدرب عليه,سيصيب الانسان بالصداع والدوار,وسيصيبه ليلا بالأرق والسهر.
يعني التركيز أن يعيش الإنسان تماما في الحاضر,في المكان والزمان الذي يوجد فيه الإنسان فعلا,ولايفكر فيما سيأتي,وفيما سيجب على الإنسان أن يقوم به,في نفس الوقت الذي يقوم فيه بأداء عمل آخر,انه من البديهي أن يقوم الإنسان الذي يحب بتمرين نفسه على التركيز.. على الإنسان أن يتعلم أن يقترب ممن يحب,عليه أن يقترب بلاقناع,وأن يكون واضحا صريحاً وعليه ألا يفر ممن يحب ليخفي نفسه,ويخفي ما يجول بصدره عنه,كما يحدث عادة في وقتنا هذا.يقول المثل ان كل بداية صعبة حتى في تعلم التركيز,بدرجة تبدو وكأن الإنسان لايستطيع التوصل الى هذا الهدف.ومن اللوازم الضرورية للتركيز,الصبر والمثابرة.فإذا لم يعرف الإنسان أن لكل شيء أوان,ولكل وقت أذان,وأن كل شيء بميقات,وأراد الإنسان أن يستعجل الأمور في غير أوانها وأن يصل الى النتائج في غير موعدها,فلن يستطيع الإنسان أن يصل الى أي درجة من التركيز,سيكون انساناً قلقا معذبا.إذا أراد الإنسان أن يتصور ما هو الصبر وماهي المثابرة فعليه فقط أن ينظر الى الطفل في سنوات نموه الأولى,يحاول الانتقال من الحبو الى المشي فتواجهه العقبات,يسقط المرة تلو المرة,وقد يصاب ويتألم ويبكي,ولكنه لايكف عن المحاولة,وفي كل مرة يكتسب حركة جديدة تعضد مقصده,ويقوى عوده ويشتد ساعده حتى يأتي اليوم الذي يستطيع فيه الطفل أن يمشي على قدميه دون مساعدة من أحد,وأن يجري دون خوف من السقوط.ماذا قد يستطيع الإنسان الناضج أن يحصل عليه وهو يحاول تحقيق أهدافه الهامة مستعيناً بالصبر والتركيز الذي نشاهده في مثال الطفل.
يتطلب التركيز أيضاً القدرة على أن يكون الانسان يقظاً.ولكن مامعنى هذا؟هل من المطلوب من الإنسان أن يقضي وقته كله يفكر في نفسه عن نفسه,وأن يحلل نفسه,أم ماهو المقصود بالضبط؟
توجد لدى الإنسان العادي درجة محددة من اليقظة والوعي لما يدور في جسمه,انه يلاحظ كل تغير حتى لو كان هذا التغير غير مصحوب بأية آلام محسوسة.ومن السهل على الإنسان أن يعي ويدرك وعيه بإحساسه وبجسمه,ذلك أنه توجد لدى الإنسان صورة محددة تماماً عن كل حالة يشعر فيها بالارتياح.
ولكن تكمن الصعوبة عند الإنسان في ملاحظة العمليات النفسية وفي الوعي بها,ذلك لأن الكثيرين لم يعرفوا أي انسان يمتاز باليقظة الكاملة لكل العمليات النفسية التي تدور في داخله.
ان هناك الكثيرين من الناس الذين لايعرفون تماما معنى أن يكون هناك انسانا ناجحاً,أو انسانا ممتلئا بالاشراق والرغبة والتركيز,لم يشاهدوا حتى الآن انسانا محبا أو انسانا واضحا أو انسانا متحضرا,أو انسانا يمتاز بالقدرة على التركيز والانتباه.وحتى يستطيع الإنسان أن يعي كل مايدور في نفسه,لابد أن يكون لدى النفس هذا الإنسان تصوراً ما عن الانسان السليم الصحيح الممتلىء حياة ونشاطا.ولكن كيف يستطيع الانسان أن يمر بهذا الحدث,إذا لم يكن هو نفسه سواء في طفولته أو في نضجه قد حدث له أن رأى ذلك النوع من الانسان السليم؟ولن نجد اجابة سهلة على هذا السؤال ,ولكن السؤال في حد ذاته يهيب بنا ان ننظر نظرة ناقدة الى اساليب التربية.
ينسى الإنسان أثناء تعليمه اهم الجوانب التي تتصل بنمو شخصيته الإنسانية والتي تكون على درجة من الأهمية بحيث يمكنها أن تبلور لنا انسانا ناضجاً قادراً على الحب في الوقت الحاضر.في بعض المراحل والحقب التاريخية كان الانسان غالبا هو المخلوق الوحيد الذي يتميز بالنفس والروح والأخلاق,حتى جاءت نظرية داروين وهزت الإنسان بعنف وحاولت ان تظهر الإنسان على أنه ليس هو أهم المخلوقات على الأرض.وبدأ الكثيرون يجرون وراء هذه النظرية لاهثين.لقد كان للعلم في المقام الأول واجباً يختلف عن كونه مصدراً للمعرفة والمعلومات,فقد كان واجبه هو أن ينقل بعض الاتجاهات والمواقف الخاصة للآخرين,اما في الوقت الحاضر وفي ظل المجتمعات الصناعية (الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية على السواء) نجد أن الأفراد الذين يحتلون أماكن هامة,والذين يعتبرون نماذج لغيرهم,من الممكن أن نعتبرهم أي شيء,إلا أن يكونوا ممن يحملون في داخلهم صفاتا نفسية ذات قيمة أو معنى.
وإذا نظرنا الى الأعمال الأدبية الضخمة والى الأعمال الفنية المبتكرة والى الاختراعات العليمة الجديدة وفكرنا فيها بعمق,فإنه سيلوح لنا أن الفرصة مازالت قائمة لنقل نظرة شمولية واضحة عن مدى الوعي بالحياة.فإذا لم نوفق في التوصل الى اقامة حياة واضحة ناضجة,فاننا سنواجه بالاحتمال القائم بأن ثقافتنا وتقاليدنا سيصيبها الخراب والدمار في يوم ما.أن التقاليد تعتمد ليس فقط على نقل الأفكار والمعارف,وانما تعتمد أيضاً على الاتجاهات الانسانية,فإذا نسى الجيل القادم هذه الحقيقة ولم يعشها ويخبرها,فإن هذا يعني ضياع حضارة الإنسان التي كونها عبر آلاف السنين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بياض الثلج
:: V i p ::
::   V  i  p    ::
بياض الثلج


انثى
عدد الرسائل : 56
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

ملف عيد الحب (الفالنتاين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عيد الحب (الفالنتاين)   ملف عيد الحب (الفالنتاين) Emptyالخميس فبراير 14, 2008 12:52 am

هل الحب فن؟



هل الحب فن؟ اذن فانه يقتضي معرفة وبذل جهد.أم هل الحب احساس باعث على اللذة وأن ممارسة هذا الاحساس مسألة ترجع الى الصدفة,وأنه شيء "يقع" الانسان فيه إن كان محظوظا؟ وليس هذا لأن الناس يؤمنون بأن الحب ليس شيئا هاما.انهم مشتاقون اليه,وهم يشاهدون عددا لايحصى من الأفلام عن قصص الحب السعيد والتعس,وينصتون الى مئات من الأغاني التافهة عن الحب,ومع هذا لايكاد انسان مايفكر في أن هناك أي اقتضاء لمعرفة شيء عن الحب.
وتقوم هذه النظرية الفريدة على عدة مقدمات تميل – سواء مفردة أم مجتمعة – الى الأخذ بها.إن معظم الناس يرون مشكلة الحب أساسا على أنها مشكلة أن تكون محبوبا أكثر منها مشكلة أن تحب,أي قدرة الانسان على الحب.ومن ثم فان المشكلة عندهم هي كيف تحب,كيف تكون محبوبا.وهم – سعيا وراء هذا الهدف – يتبعون عدة طرق.طريق منها مايلجأ اليه الناس عادة وهو أن يكون المرء ناجحاً,أن يكون قويا وثريا على قدر مايتيحه الهامش الاجتماعي الذي يكون الانسان بقربه.وهناك طريق آخر – عادة ما تلجأ اليه النساء – هو أن يجعل المرء من نفسه جذابا وذلك بتعهده لجسمه بالرشاقة وعنايته بردائه الخ.والطرق الأخرى التي يلجأ اليها المرء لكي يجعل نفسه جذابا – وهي طرق يلجأ اليها الرجال والنساء على السواء – هي تنمية العادات الباعثة على السرور,والمحادثة الشيقة وكيف يكون متعاونا ومتواضعا وغير عدواني.
وعديد من الطرق التي يجعل المرء بها نفسه محبوبا هي في الوقت نفسه الطرق المستخدمة لكي يكون المرء ناجحا و"كي يكسب الأصدقاء ويؤثر في الناس" وكحقيقة واقعة ان مايعني به معظم الناس في حضارتنا بأن يكون الانسان محبوبا هو في الجوهر خليط من أن يكون المرء مقبولا وأن تكون له جاذبية جنسية.
وهناك مقدمة اخرى وراء النظرة القائلة بأنه لايوجد ماتقتضي معرفته عن الحب هي افتراض أن مشكلة الحب هي مشكلة متعلقة ب "موضوع" وليست مشكلة متعلقة ب "ملكة".يظن الناس أن "ان يحب" مسألة بسيطة,ولكن أن تجد الانسان الصحيح الذي تحبه – أو الذي يحبك – مسألة صعبة ولهذه النظرة عدة مبررات كامنة في تطور المجتمع الحديث.سبب منها هو التغير الهائل الذي حدث في القرن العشرين بما يتعلق باختيار "موضوع محبوب".لم يكن الحب في العصر الفيكتوري,كما كان في عدد كبير من الحضارات ذات التراث,تجربة شخصية تلقائية مما قد يفضي حينذاك الى الزواج.بل العكس,لقد كان الزواج توثقه التقاليد – أما عن طريق الأسر المحترمة أو عن طريق الخاطبة,او بدون عون مثل هذه الوسائط:لقد كان يتم على اساس المقتضيات الاجتماعية وكان مفروضا في الحب أن ينمي ماسبق أن أتمه الزواج.وفي الأجيال القليلة الماضية كاد الحب الرومانسي ان يكون شاملا في العالم الغربي.وفي الولايات المتحدة الأمريكية,نجد على أن المقتضيات الخاصة بالطبيعة التقليدية ليست غائبة تماما,في حين أن الناس – الى حد كبير – يبحثون عن "الحب الرومانسي",والتجربة الشخصية للحب التي تفضي حينذاك الى الزواج.وهذا المفهوم الجديد للحرية في الحب لابد أنه يعزز تعزيزا كبيرا أهمية "موضوع" الحب ضد أهمية "وظيفة" الحب.
ويرتبط بهذا العامل على نحو وثيق ملمح آخر يعد من أخص خصائص الحضارة المعاصرة.ان حضارتنا كلها قائمة على شهوة الشراء,قائمة على فكرة المقايضة المفضلة المحبوبة.وتقوم سعادة الانسان الحديث على شهوة التطلع الى الفترينات وعلى شراء كل مايقدر على شرائه سواء نقدا أم بالتقسيط.وهو (أو هي) يتطلع الى الناس بالطريقة عينها.فبالنسبة للرجل تعد الفتاة الجذابة,وبالنسبة للمرأة يعد الرجل الجذاب الجائزتين اللتين يسعيان وراءهما.ويقصد عادة كلمة "جذاب" مجموعة رائعة من الصفات المحبوبة والتي يجري البحث عنها في سوق الشخصية,وما يجعل الشخص جذابا بشكل خاص انما يتوقف على موضة العصر,سواء كانت هذه الموضة جسمانية أم عقلية.
وعلى أية حال,فان الشعور بالوقوع في الحب لايتطور عادة الا بالنسبة لمثل تلك السلع الانسانية باعتبارها في مقدور امكانيات الانسان للمقايضة.أنا ذاهب للمساومة,يجب أن يريدني مدخلا في اعتباره موجوداتي وامكاناتي العلنية والخفية.وهكذا يقع شخصان في الحب عندما يشعران أنهما قد وجدا خير شيء متاح في السوق,مدخلين في الاعتبار محدوديات قيمها الخاصة بالمقايضة.وغالبا – كما في حالة شراء احدى المصنوعات الحقيقية – تلعب الامكانيات الخفية التي تكون قادرة على التطور دورا كبيرا في هذه المسامة.وفي ثقافة يسودها اتجاه السوق,ويعد النجاح المادي فيها هو القيمة البارزة,فانه لن يوجد ما يدعو الى الدهشة عندما تهتدي علاقات الحب الانسانية بأنموذج المقايضة نفسه الذي يحكم السلعة وسوق العمل.
ويكمن الخطأ الثالث الذي يفضي الى افتراض أنه لايوجد مايمكن تعلمه عن الحب في الخلط بين التجربة البذئية "للوقوع" في الحب والحالة الدائمة لأن "يكون" الانسان في حالة حب,أو – على نحو مانقول بشكل أفضل – "الوقوف" في موضوع الحب.فاذا حدث لأثنين يكونان غريبين – شأننا جميعا – أن سمحا فجأة للحائط بينهما ان يسقط وشعرا بالقربى,شعرا بأنهما اصبحا شخصا واحدا,فان هذه اللحظة الخاصة بالشعور بالوحدانية هي من أشد التجارب في الحياة انبعاثا للبهجة والاثارة.وهذه التجربة تكون باعثة أكثر للدهشة والاعجاز بالنسبة للأشخاص المنعزلين المتوحدين الذين بلا حب.وهذه الأعجوبة الخاصة بالصميمية الفجائية غالبا ما تكون أمرا سهلا اذا مااقترنت أو صدرت بجاذبية وتحقق جنسيين.وعلى أية حال,فان هذا النمط من الحب لايدوم بطبيعته نفسها.فالشخصان يزدادان تعارفا على بعضها,وتشرع صميميمتهما في فقدان طابعها الاعجازي الى أن يقتل تطاحنهما وخيبات أملهما وهمهما المشترك مايتبقى من الاثارة الأولى.ومع هذا فإنهما في البداية لايعرفان كل هذا :انهما يعتبران شدة الافتنان,هذه "الجنة" ببعضهما دليلا على شدة حبهما,بينما لايبرهن هذا الا على درجة وحدتهما السابقة.
هذه النظرة – التي ترى أنه لاشيء اسهل من الحب – ظلت مستمرة باعتبارها الفكرة السائدة عن الحب بالرغم من الدليل الشامل على أن الأمر بالعكس.فلا يكاد يوجد اي نشاط أو أي مشروع كالحب يبدأ بآمال وتوقعات هائلة ومع هذا يفشل بشكل منتظم.ولو كانت هذه الحالة هي حالة أي نشاط آخر فسيهتم الناس بمعرفة أسباب الفشل وتعلم كيف يستطيع الانسان أن يكون أفضل – أو أن يكفوا عن النشاط.ولما كان الكف عن النشاط مستحيلا في حالة الحب ,فيبدو أنه لاتوجد سوى طريقة سديدة واحدة للتغلب على فشل الحب ألا وهي,بحث أسباب هذا الفشل والشروع في دراسة معنى الحب.
والخطوة الأولى التي علينا اتباعها هي أن نصبح واعين بأن الحب فن تماما كما أن الحياة فن,اذا أردنا أن نتعلم كيف نحب فعلينا أن ننطلق بالطريقة عينها التي ننطلق بها اذا أردنا أن نتعلم أي فن آخر كالموسيقى أو الرسم أو النجارة أو فن التطيب أو الهندسة.
فما هي الخطوات الضرورية لتعلم اي فن؟.
ان عملية تعلم فن من الفنون يمكن تقسيمها – كما هو معتاد – الى قسمين: القسم الأول هو السيطرة على النظرية والثاني هو السيطرة على الممارسة.اذا اردت أن أتعلم فن الطب فعلي أولا ان أعرف الحقائق عن الجسم البشري وعن الأمراض المختلفة.وعندما تتكون لدي كل هذه المعرفة النظرية لاأكون بأية حال من الأحوال خبيرا بفن الطب.
انني لاأكون أستاذا في هذا الفن الا بعد ممارسة طويلة الى أن تندمج نتا ئج معرفتي النظرية ونتائج ممارستي في كل واحد – هو حدسي,ماهية السيطرة على أي فن.ولكن بجانب تعلم النظرية والتطبيق,يوجد عامل ثالث ضروري لكي يصبح الأنسان استاذا في أي فن – يجب أن تكون مسألة السيطرة على أي فن مسألة اهتمام قصوى,لايجب أن يكون هناك أي شيء في العالم اكثر أهمية من الفن.ويصدق هذا بالنسبة للموسيقى والطب والنجارة - وبالنسبة للحب.وربما يكمن هنا الجواب على السؤال الخاص بمعرفة السبب الذي يجعل الناس في حضارتنا لايهتمون الا اهتماما نادرا بتعلم هذا الفن برغم فشلهم الواضح:وبرغم العميق للحب يكاد يكون كل شيء آخر اكثر أهمية من الحب:النجاح,المكانة,المال,القوة – تكاد تكون كل طاقتنا مستخدمة لتعلم كيف نحقق هذه الأغراض,ولاتكاد تكون هناك طاقة مستخدمة من أجل تعلم فن الحب.
هل المسألة ترجع الى أن الأشياء الوحيدة التي تعد جديرة بأن تتعلمها هي التي بها نستطيع أن نحصل على المال أو المكانة وعلى أن الحب الذي لايفيد "سوى" النفس – والذي لايعد مفيدا بالمعنى الحديث – هو ترف ليس لنا الحق في أن ننفق الكثير من الطاقة من أجله؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة الحب
:: عضو جديد ::
:: عضو جديد  ::



انثى
عدد الرسائل : 7
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

ملف عيد الحب (الفالنتاين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عيد الحب (الفالنتاين)   ملف عيد الحب (الفالنتاين) Emptyالخميس فبراير 14, 2008 12:55 am

الحب الآلهي



عمر رضا كحالة
جعل ابن عربي الحب على ثلاث مراتب: حب طبيعي وهو حب العوام,وغايته الاتحاد في الروح الحيواني.فتكون روح كل واحد منهما روحاً لصاحبه بطريق الالتذاذ وإثارة الشهوة ونهايته من الفعل النكاح,فإن شهوة الحب تسري في جميع المزاج سريان الماء في الصفوة.بل سريان اللون في المتلون,وحب روحاني نفسي,وغايته التشبه بالمحبوب مع القيام بحق المحبوب ومعرفة قدره,وحب إلهي وهو حب الله للعبد وحب العبد لربه,كما سبحانه يحبهم ويحبونه ونهايته من الطرفين أن يشاهد العبد كونه مظهراً للحق.وهو لذلك الحق الظاهر كالروح للجسم باطنة.وغيب فيه لأنه لايدرك أبداً ولايشهده إلا محب,وان يكونالحق مظهراً للعبد,فيتصف بما يتصف به العبد من الحدود والمقادير والاعراض,حينئذ يكون محبوباً للحق,وإذا كان الامر كما قلنا,فلا حد للمحب يعرف به ذاتي,ولكن يجد بالحدود الرسمية واللفظية لاغير,فمن حد الحب ما عرفه,ومن لم يذقه شرباً ماعرفه,ومن قال:رويت منه ماعرفه,فالحب شرب بلاوعي.
وقد يكون الحب طبيعياً والمحبوب ليس من عالم الطبيعة,ولايكون الحب طبيعياً إلا اذا كان المحب من عالم الطبيعة لابد من ذلك.وذلك أن الحب الطبيعي سببه نظرة أو سماع فيحدث في خيال الناظر مما رآه إن كان المحبوب ممن يدركه البصر,وفي خيال السامع مما سمعه فحمله على نشأته فصوره في خياله بالقوة المصورة,وقد يكون المحبوب ذا صورة طبيعية مطابقة لما تصوره في الخيال بالقوة المصورة أو دون ذلك أو فوق ذلك,وقد لايكون للمحبوب صورة,ولايجوز ان يقبل الصورة فيصور هذا الحب من السماع ما لايمكن أن يتصور,ولم يكن مقصود الطبيعة في تصوير ما لايقبل الحصر والصورة إلا اجتماعها عن أمر محصور ينضبط لها مخافة التبديد والتعلق بما ليس في اليد منه شيء فهذا هو الداعي من تصوير من ليس بصورة أو من تصوير من ليس يشهد له صورة وإن كان ذا صورة وفعل الحب في هذه الصورة أن يعظم شخصها حتى يضيق مجال الخيال عنها فيما يخيل اليه,فتشتد تلك العظمة والكبر التي في تلك الصورة نحولاً في بدن المحب فلهذا تنحل أجساد المحبين فإن مواد الغذاء تنصرف اليها.فتعظم,وتقل عن البدن فيتحيل فإن حرقة الشوق تحرقه فلايبقى للبدن مايتغذى به,وفي ذلك الاحتراق نمو صورة المحبوب في الخيال,فإن ذلك أكملها,ثم أن القوة المصورة تكسو تلك الصورة في الخيال حسناً فائقاً وجمالاً رائقاً يتغير لذلك الحسن صورة المحب الظاهرة,فيصفر لونه وتذبل شفته وتغور عينه ثم أن تلك القوة تكسو تلك الصورة قوة عظيمة تأخذها من قوة بدون المحب تجعله يحب لقاء محبوبه ويجبن عن لقائه,لأنه لايرى في نفسه قوة بدن المحب تجعله يحب لقاء محبوبه ويجبن عن لقائه,لأنه لايرى في نفسه قوة للقائه,ولهذا يغشى على المحب إذا لقي المحبوب ويصعق ومن فيه فضلة,وحبه ناقص يعتريه عند لقاء محبوبه ارتعاد وخبل...
ثم إن قوة الحب الطبيعي تشجع المحب بين يدي محبوبه له لاعليه,فالمحب شجاع مقدام,فلا يزال هذا حاله مادامت تلك الصورة موجودة في خياله الى أن يموت وينحل نظامه,أو يزول عن خياله فيسلو,ومن الحب الطبيعي أن تلتبس تلك الصورة في خياله,فتلصق بصورة نفسه المتخيلة له وإذا تقاربت الصورتان في خياله تقارباً مفرطاً,وتلتصق به لصوق الهواء بالناظر,يطلبه المحب في خياله فلا يتصوره,ويضيع ولاينضبط له للقرب المفرط,فيأخذه لذلك خيال وحيرة مثل ما يأخذ من فقد محبوبه,وهذا هو الاشتياق والشوق من البعد والاشتياق من القرب المفرط.
والمحبوب يعلل أفعال المحب بأحسن التعليل,لأنه ملكه,فيريد أن يظهر شرفه وعلوه حتى يعلو المحبوب,إذ هو المالك,وهو يحب الثناء على نفسه,وهذا كله من أعجب الأشياء أن المعنى أوجب حكمة لمن لم يقم به,وهو المحبوب فإنه أثر فيه حب المحب كما أثر في المحب,وكذلك الحب لايجتمع مع العقل في محل واحد,فلا بد وأن يكون حكم الحب يناقض حكم العقل,فالعقل للنطق والهيام للخرس,ثم انه من شأن الحب الطبيعي أن تكون الصورة التي حصلت في خيال المحب على مقدار المجال الحاصلة فيه بحيث لايفضل عنها منه ما يقبل به شيئاً أصلاً,وإن لم يكن كذلك فما هي صورة الحب,أو بهذا تخالف صورة الحب سائر الصور.
وإن الحب كان سبب إيجاد العالم,فطابق الأسماء الإلهية,ولولا تعشق النفس بالجسم ماتألم عند مفارقته مع كونه ضداً له فجمع بين المقادير والأحوال لوجود النسب والأشكال,فالنسب اصل وجود الأسباب,وإن كانت الأرواح تخالف الأشباح والمعاني تخالف الكلمات والحروف,ولكن تدل الكلمة على المعنى بحكم المطابقة بحيث لو تجسد المعنى لما زاد على كمية الكلمة ومثل هذا النوع يسمى حباً.
وأما الحب الروحاني فخارج عن هذا الحد وبعيد عن المقدار والشكل,وذلك أن القوى الروحانية لها التفات نسبي فمتى عمت النسب في الالتفاتات بين المحب والمحبوب عن نظر أو سماع أو علم.كان ذلك الحب,فإن نقص ولم يستوف النسب لم يكن حباً,ومعنى النسب أن الارواح التي من شأنها أن تهب وتعطي تتوجه على الارواح التي من شأنها أن تأخذ وتمسك,وتلك تتألم بعدم القبول,وهذه تتألم بعدم الفيض,وإن كان لاينعدم إلا أن كونه لم يكمل شروط الاستعداد والزمان سمي ذلك الروح القابل عدم فيض,وليس بصحيح فكل واحد من الزوجين مستفرغ الطاقة في حب الآخر,فمثل هذا الحب إذا تمكن من المحبين لم يشك المحب فرقة محبوبه,لأنه ليس من عالم الأجسام ولا الأجساد,فتقع المفارقة بين الشخصين أو يعتثر فيه القرب المفرط,كما فعل في الحب الطبيعي,فالمعاني لاتتقيد ولاتتحير ولايتخيلها إلا ناقص الفطرة فإنه يتصور ما ليس بصورة,وهذا هو حب العارفين الذين يمتارون به من العوام أصحاب الاتحاد,فهذا هو محب شبه محبوبه في الافتقار لا في الحال والمقدار,ولهذا يعرف المحب قدر المحبوب من حيث ما هو محبوب.
وأما الحب الإلهي فمن اسمه الجميل والنور فيتقدم النور الى أعيان الممكنات فينفي عنها ظلمة نظرها الى نفسها وإمكانها فيحدث لها بصراً هو بصره إذ لا ترى إلا به فيتجلى لتلك العين بالاسم الجميل فتعشق به,فيصير عين ذلك الممكن مظهرا له,فتبطن العين من الممكن فيه أو تغني عن نفسها فلا تعرف أنها محبة له سبحانه أو تفنى عنه نفسها,فلا تعرف أنها مظهر له سبحانه مع كونها على هذه الحالة,وتجد من نفسها أنها تحب نفسها,فإن كل شيء مجبول على حب نفسه وما تم ظاهر إلا هو في غير الممكن,فما أحب الله إلا الله والعبد لايتصف بالحب أو لاحكم له فيه,فإنه ما أحبه منه سوى الظاهر فيه,وهو الظاهر,فلا يعرف أيضاً أنها محبة له فتطلبه,وتحب أن تحبه من حيث أنها ناظرة الى نفسها بعينه فنفس حبها أن تحبه هو بعينه جماله,ولهذا يوصف هذا النور بأنه له أشعة أي أنه شعشعاني لامتداده من الحق الى عين الممكن ليكون مظهراً له بنصب الهاء لااسم فاعل فإذا جمع من هذه صفته بين المتضادات في وصفه,فذلك هو صاحب الحب الإلهي,فإنه يؤدي الى الحاقه بالعدم عند نفسه كما هو في نفس الأمر,فعلامة الحب الإلهي,حب جميع الكائنات في كل حضرة معنوية أو حسية أو خيالية أو متخيلةوولكل حضرة عين من اسمه النور ينظر بها الى اسمه الجميل,فيكسوها ذلك النور حلة وجود فكل محب ماأحب سوى نفسه,فما تعلق المحبة إلا بما ظهر وهو الظاهر فيها,فتلك النسبة بين الظاهر والمظاهر هي الحب ومتعلق الحب إنما هو العدم,فمتعلقها هنا الدوام,ولما كان الحب من صفات الحق,حيث قال يحبهم,ومن صفات الخلق حيث قال ويحبونه اتصف الحب بالعزة لنسبته الى الحق ووصف الحق به وسرى في الخلق بتلك النسبة العزية فأورثت في المحل ذاته من الطرفين,فلهذا ترى المحب يذل تحت عز الحب لاعزة المحبوب,فإن المحبوب قد يكون مملوكاً للمحب مقهور تحت سلطانه,ومع هذا تجده يذل له المحب فعملنا أن تلك عزة الحب لاعزة المحبوب...
فالمحب في حكم الحب لا في حكم المحبوب,وهي من صفته,وصفته عينه,فعينه تحكم عليه لاأمر زائد فلانقص غير أن أثره في المخلوقين التلاشي عند استحكامه لأنه يقبل التلاشي,فلهذا يتنوع العالم في الصور فيكون في صوره,فإذا أفرط فيها الحب من حيث لايعلم وحصل التجلي من حيث لايظهر تلاشت الصورة وظهرت في العين صورة أخرى.
فحب الله لاينكر على محب حب من أحب فإنه لايرى محباً إلا الله في مظهر ما,ومن ليس له هذا الحب الإلهي فهو ينكر على من يحب...وانه يستحيل أن يحب الله تعالى في أحد,فإن الحق لايمكن أن يضاف اليه,ولا الى ما يكون منه نسبة عدم أصلاً,والحب متعلقة العدم,فلا حب يتعلق بالله من مخلوق,لكن حب الله يتعلق بالمخلوق لأن المخلوق معدوم,فالمخلوق محبوب لله أبداً دائماً,وما دام الحب لايتصور معه وجود المخلوق فالمخلوق لايوجد أبداً فأعطيت هذه الحقيقة أن يكون المخلوق مظهراً للحق لاظاهراً,فمن أحب شخصاً بالحب الإلهي,فعلى هذا الحد يكون حبه إياه فلا يتقيد بالخيال ولاالجمال,ولابحال ما فإنها كلها موجودة له,فلا يتعلق الحب بها,فقد بان الفرقان بين المراتب الثلاث في الحب,واعلم أن الخيال حق كله والتخيل منه حق,ومنه باطل.
وأما كأس الحب فالجواب هو القلب من المحب لاعقله ولاحسه,فإن القلب يتقلب من حال الى حال,كما أن الله الذي هو المحبوب في أفعاله كالكأس الزجاجي الأبيض الصافي,فيتنوع بحسب تنوع المائع المحال فيه,فلون المحب لون محبوبه,وليس هذا إلا للقلب فإن العقل من عالم التقييد,ولهذا سمي عقلاً من العقال.
والحس معلوم بالضرورة انه من عالم التقييد بخلاف القلب,وذلك أن الحب له أحكام كثيرة مختلفة متضادة فلا يقبلها إلا من قوته الانقلاب معه فيها,وذلك لايكون إلا القلب.
وإن الله جميل يحب الجمال,وهو يحب العالم,فلاشيء اجمل من العالم,وهو جميل والجميل محبوب لذاته,فالعالم كله محب لله وجمال صنعه سار في خلقه,والعالم مظاهره,فحب العالم بعضه بعضاً حب من حب الله نفسه,فإن الحب صفة الموجود,وما في الوجود إلا الله والجلال والجمال لله من الأوصاف الذاتية في نفسه وفي صنعه والهيبة التي هي من أثر الجلال والأنس الذي هو من أثر الجمال,نعتان للمخلوق لا للخالق,ولا مما يوصف به ولايهاب ولايأنس إلا موجود,ولاموجود إلا لله,فالأثر عين الصفة والصفة ليست مغايرة للموصوف في حال اتصافه بها بل هي عين الموصوف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شاعر الحب
:: عضو جديد ::
:: عضو جديد  ::



ذكر
عدد الرسائل : 13
تاريخ التسجيل : 04/01/2008

ملف عيد الحب (الفالنتاين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عيد الحب (الفالنتاين)   ملف عيد الحب (الفالنتاين) Emptyالخميس فبراير 14, 2008 12:58 am

أمراض الحب



عندما ننظر الى الحب على أنه اشباع جنسي مشترك,وكذلك على انه عمل مشترك,وعلى أنه شاطىء الأمان وسفينة النجاة من العزلة القاتلة ومن الوحدة والغربة,فإن هذا يعكس لنا صوراً عديدة من صور الحب المنحرف أو الحب المريض في المجتمع الحديث.فالمجتمع الحديث هو الذي يحدد شروط وأشكال الأمراض التي تصيب الحب.والأمراض التي تصيب الحب لها أشكال متعددة,ومنها ماقد ينتهي بالإنسان الى المعاناة النفسية والتي يذهب أخصائيوا العلاج النفسي والأطباء النفسيون في تشخيصها على انها نوع من المرض النفسي العصابي.
وسنعرض فيما يلي بعضاً من نماذج الحب المرضي:
يقوم الحب المرضي في حقيقته على أساس أن يكون أحد الزوجين أو كلاهما قد حدث عنده تثبيت أثناء نموه المبكر على الأم أو على الأب.وفي هذه فإن مشاعر المرأة أو الرجل وآماله ومخاوفه والتي كانت مرتبطة في الماضي بالأم أو بالأب قد حدث لها مايسمي في التحليل النفسي بعملية النقل أو الطرح,أي نقل المشاعر النفسية القديمة وطرحها على موضوع الحب الحالي.والأشخاص لم يستطيعوا حتى الآن أن يخرجوا من مرحلة الطفولة النفسية.انهم أشخاص لم يتم فطامهم النفسي بعد,ولذلك فهم يبحثون عن ذلك الارتباط الطفلي بالوالدين حتى وهم كبار.وفي مثل هذه الحالات يكون الإنسان هنا ليس أكثر من طفل لم يتخط سن الثامنة أو الخامسة أوالثانية عشرة على الأكثر.وذلك على الرغم من أن نموه من الناحية العقلية ومن الناحية الجسمية يتفق مع عمره الزمني الحقيقي.
وهنا يؤدي عدم النضج العاطفيوالانفعالي في مثل هذه الحالات الى احداث اضطرابات في العلاقات الاجتماعية,وفي بعض الحالات يبدأ المرض بالصراع النفسي والاضطرابات في العلاقات الحميمة فقط.
والأشخاص الذين يتركز حبهم وهم كبار على الأم أو على الأب يكون حبهم حبا عصابياً,فهم أشخاص قد توقف نمو عواطفهم عند مرحلة الطفولة فظلوا مرتبطين بأمهاتهم,وظلت مشاعرهم تتجه نحو الأم,انهم رجال في مرحلة الرضاعة ولم يبلغوا سن الفطام,فهم يشعرون في قرارة أنفسهم بأنهم مازالوا أطفالاً,وانهم في حاجة الى حماية الأم وفي حاجة الى حب الأم وحنوها ورعايتها واعجابها.انهم يريدون حب الام غير المشروط,ذلك الحب الذي ليس وراءه أية دوافع اخرى غير حاجة الأم لهم لأنهم أطفال ولأنهم عاجزين.
ومثل هؤلاء الناس يكونون غالبا طيبي القلب,ظرفاء عندما يحاولون الفوز بحب امرأة ما,وعندما يسعدهم الحظ يحتفظون بطيبتهم وبظرفهم وبجاذبيتهم.
علاقة الواحد منهم بالمرأة – مثل علاقته بأي انسان آخر – تظل علاقة سطحية وليست واعية كما انها متقلبة.ويهدف كل واحد من هؤلاء الناس الى أن يكون هو موضوع الحب من الآخرين ولايهتم هو نفسه بأن يحب الآخرين.وغالبا مايجد الإنسان هند هؤلاء الناس قدراً كبيراً من الغرور والتعالي,وأيضاً قدراً من الأفكار الجيدة.وعندما يجد الواحد منهم المرأة المناسبة فعلا يشعر بالأمان,ويشعر بأنه في مكانة مرتفعة عن العالم,وبالتالي يستطيع أن يعبر عن طيبته وظرفه وجاذبيته للآخرين.وعندما لايسعدهم الحظ,وتضيق المرأة بعد فترة من الزمن بأفكار وتخيلات الواحد منهم,فهنا تكون بداية تكوين الصراعات والخلافات.فإذا لم تظهر المرأة اعجابها المستمر بالواحد منهم,وعندما تطلب الاستقلال في حياتها الخاصة,وعندما ترغب هي الأخرى في الحصول على الحب والحماية,وعندما – وهذا يحدث نادراً – تكون امرأة غير مستعدة للتسامح معه في علاقاته الغرامية بنساء أخريات,فانه يشعر في هذه الحالة بأنه قد أصيب في الصميم بخيبة الأمل.وكما هو معتاد لديه فإنه يحاول التخفيف من حدة هذا الشعور بالأسى والخيبة من خلال توهمه وتصوره بان المرأة التي لاتحبه إن هي إلا امرأة ظالمة أو امرأة لعوب,(في حالة حب الأم يكون نقص أي شيء حتى ولو كان غير ذي قيمة يعتبر في نظره دليلاً على نقص حب الأم نحو طفلها الظريف).ومثل هؤلاء الرجال يخلطون عادة بين سلوكهم الرقيق الجذاب ورغبتهم في إسعاد الآخرين وبين الحب الحقيقي,ويتوصلون الى النتيجة بأن الآخرين قد عاملوهم بطريقة لاانسانية,طريقة ظالمة وغير عادلة.انهم يتخيلون انفسهم نموذجاً اعلى للحبيب أو الزوج,ويتحسرون على المرأة أو الزوجة التي لاتشعر بالسعادة مع الواحد منهم.
وفي صورة مرضية اخرى اشد حدة من الصور السابقة يكون الارتباط بالأم أكثر عمقا وأشد انفعالية في هذا المستوى,وتكون الأعراض الرمزية للمريض ليست اعراضاً للتعبير عن العودة الى أحضان الأم والى صدرها الدافىء الذي يمنح الحماية كما يمنح الغذاء,وانما العودة الى داخل الأم,العودة الكاملة الى داخل الرحم بتدمير نفسه تدميراً كاملاً.وإذا كان جوهر الصحة النفسية هو الخروج من رحم الأم الى الحياة والنمو فيها,فإن جوهر المرض النفسي الخطير هو الانسحاب من الحياة الى مرحلة ماقبل الحياة.قد يكون ظهور هذا النوع من الارتباط طبيعياً في علاقة الطفل بأمه التي تحتضنه بطريقة قاسية مدمرة تبتلغ فيها الطفل,وأحياناً قد ترغب مثل هذه الأم – سواء باسم الحب أو باسم الواجب – في الاحتفاظ بداخلها بالرجل المتمثل في طفلها الذي ينمو امامها.فالطفل لايتنفس إلا من خلالها وحدها,أنه شخص غير مسموح له بالحرية ولا بالاستقلال,بل بأن يكون عاجزاً عجزاً كاملاً ودائماً أو أن يكون مجرماً.هذا المظهر المدمر المبتلع من مظاهر الأم هو المظهر السلبي للأم ولحبها,وهنا نرى أن الأم لاتستطيع فقط ان تمنح الحياة,انها تستطيع أيضاً أن تسلب الحياة..أنها الشخص الذي يحيى وهي الشخص الذي يدمر,أنها تستطيع أن تصنع معجزات الحب وفي نفس الوقت لايستطيع أي انسان مهما كان أن يصيب في الأعماق ولا أن يؤلم مثلما تصيب الأم وتوجع.
وهناك صور أخرى من أشكال المرض النفسي يظهر فيها الارتباط بالأب:-
وأول الأمثلة على ذلك الرجل الذي تكون امه متبلدة العواطف والمشاعر والتي تكون محرومة من الجرأة,في حين يكون الأب زائد العطف والاهتمام بالطفل.أنه أب جيد,ولكنه في نفس الوقت أب متقلب,نجد أنه عندما يعجب بسلوك ابنه فانه يمتدحه ويغدق عليه النعم والهدايا,وبمجرد ان يفعل الابن شيئا يغضب الأب فأنه ينسحب بحبه بعيدا عن الابن,أو يقوم بتأنيب الابن.وفي مقابل حنان الاب على ابنه,فان على هذا الابن أن يرتبط ارتباط الرقيق بسيده,فالهدف الأساسي في حياته هو إسعاد الاب,فإذا تمكن الابن من تحقيق هذا الهدف فإنه يشعر بأنه انسان محظوظ سعيد,وبأنه اكثر ثقة بالنفس,وبأنه قد حصل على الاشباع الذي يريده.أما عندما يخطىء هذا الابن,وعندما لايتمكن من أن يقوم بفعل أي شيء يعجب أباه ويرضيه فإنه يشعر بالخواء النفسي,وبأنه غير محبوب,وبأنه غير مرغوب فيه.وفي فترة لاحقة من حياته سيحاول هذا الابن الذي اصبح رجلاً أن يجد نموذجا للأب ليربط نفسه به بطريقة مشابهة لارتباطه القديم بأبيه في صغره.إن حياته كلها ستصبح خاضعة لشروط النجاح في الحصول على رضاء الأب,أو الفشل في تحقيق هذا الهدف.ومن وجهة النظر الاجتماعية سنجد أن مثل هؤلاء الأشخاص غالبا ما يكونون ناجحين,إنهم ذوي ضمائر,ويمكن الوثوق بهم,كما أنهم دائما مجتهدون.ان كل واحد منهم يفهم جيدا نموذج الأب الذي اختاره.وفي علاقتهم بالنساء يظلون متراجعين وخوافين,فالنساء ليس لهن عند هؤلاء الرجال معنى مركزي,ومن المعتاد أن يشعر هؤلاء الأشخاص نحو النساء بالاحتقار الخفي وهذا مانجده في صورة اهتمام الواحد منهم بالمرأة اهتماما أبويا كما لو كانت طفلة صغيرة.يستطيع هؤلاء الأشخاص في البداية أن يتركوا اثرا في النساء عن طريق سماتهم الذكرية أو سمات الرجولة فيهم,ثم تصاب المرأة بعد ذلك بالاحباط وخيبة الأمل عندما تكتشف هذه المرأة بانها لاتأتي في نظر رجلها إلا في الدرجة الثانية من الإهتمام,وذلك لأن الأب يحتل المكان الأول في حياة زوجها.ولايتغير هذا المعيار إلا إذا كانت المرأة هي الأخرى مرتبطة بالأب,ولذلك فانها ستكون سعيدة مع رجلها الذي يقيم معها علاقة قريبة من علاقة الأب بطفله.
هناك نوع آخر من الحب المرضي أكثر تعقيداً مما سبق,وهو حب يكمن في نوع آخر تماماً من العلاقة بالوالدين,وهذا النوع يظهر فقط عندما لايحب الوالدان كلا منهما الآخر,وانما يريد أن يتحكم فيه ويسيطر عليه,وهذا يؤدي الى الشجار الدائم بينهما كما يؤدي الى التعبير عن عدم رضائهما وعن عدم سعادتهما.وفي نفس الوقت نجد أنهما في علاقتهما بطفلهما – والتي تكون علاقة مضطربة – ليسوا احرارا وليسوا طبيعيين.فالبنت التي لاتعرف معنى الصواب وتخبره في علاقتها الحميمة مع أمها ومع الأب تصاب بالقلق والحيرة والانطواء,فهي لاتعرف اطلاقا كيف يشعر الوالدان نحوها,وفي أي شيء يفكران.وفي هذا الجو النفسي يوجد دائما عنصر عدم المعرفة وعدم الوضوح والفراغ.وتكون النتيجة هي أن تنزوي هذه البنت في عالمها الخاص وتحصر نفسها في أحلام اليقظة,وفي انغلاقها على ذاتها.
ولاعجب أن يكون هذا النمط السلوكي في حياة البنت هو أيضاً نمط تصرفها في حياتها اللاحقة عندما تصل الى مرحلة النضج وتقيم علاقتها مع خطيبها أو مع زوجها.
الانطواء ما هو الا نتيجة للقلق المتزايد والشعور بعدم الأمن وبعدم الاطمئنان,وقد تؤدي هذه المشاعر جميعاً الى ميل الشخص الى أن يصبح انساناً مازوخياً,وهذا هو الاحتمال الوحيد لامكانية المرور بخبرة أو معايشة مثيرة على درجة عالية من التركيز والاهتمام.ومثل هؤلاء النساء قد يكون من الأفضل لديهن أن يعاملهن أزواجهن بعنف وبقسوة,على أن يعاملوهن معاملة عادية متزنة وعاقلة,وذلك لأن المعاملة القاسية ستخلصهم على الأقل من التوتر والقلق والخوف.
وليس غريباً أن تأتي مثل هؤلاء النساء بطريقة لاشعورية وذلك حتى يدفعن أزواجهن الى القسوة في معاملتهن,وبذلك يتمكن من التخلص من العذاب النفسي والمعاناة والشعور بالقلق والفراغ الداخلي.
وتوجد أحد أشكال الحب المرضي بصورة متكررة في خبرة الحب التي يطلق عليها "الحب الكبير" أو "الحب الأكبر" وهذا الشكل من الحب نجده في قصص الحب والغراميات كما نجده أيضاً في قصص أقلام الحب.وخبرة الحب المرضي في هذه الحالة تقوم أساساً على فكرة التاليه أو التقديس.فعندما لايستطيع انسان ما أن يصل الى درجة يشعر فيها بالتوحد مع مشاعره وأحاسيسه,فإنه يميل الى تقديس الشخص الذي يحبه,وهنا نجد أن الشخص الذي يمارس هذا النوع من الحب شخص يشعر بالغربة عن نفسه وعن ذاته,شخص يشعر أن ملكاته وقدراته غريبة عنه,فهوشخص يرى أن وجوده كله مرهون بشخص محبوبته التي تعتبر بالنسبة له هي الحياة وهي مصدر النور ومصدر الحب ومنبع السعادة.في هذه الحالة يفقد الإنسان وعيه بطاقته وبامكانياته.كما أنه يفقد ذاته فيذوب في محبوبته بدلاً من أن يبحث عن نفسه.ولما كان من الطبيعي أن أي انسان لايستطيع أن يحقق رغبات من قدسوه وعبدوه وأضفوا عليه هالة من الألوهية وركعوا في محرابه,على المدى الطويل إذا تمكن ذلك الإنسان من تحقيق بعض هذه الرغبات على الاطلاق – فإن النتيجة الحتمية لكل الاجلال والتقديس والتعبد في محراب المحبوب ستكون نتيجة محزنة.ففي يوم ما سيصاب ذلك المحب الولهان بالاحباط ويشعر بخيبة الأمل,ومع ذلك فإنه لايكاد يفيق من هذه الصدمة حتى يتجه بكل طاقته الى البحث عن إله جديد أو قل عن صنم جديد,وذلك حى يتمكن من التخلص من بقايا الصدمة السابقة الناتجة عن الفشل في الحب السابق.وأحياناً ما يدور هذا البحث عن إله أو عن صنم في حلقة مفرغة لانهائية قد تؤدي بالإنسان الى تدمير ذاته.إن السمة المميزة لهذا النوع من الحب المقدس والذي يمكن أن نسميه أيضاً حب الصنم والسجود له,قد ينظر اليه من البعض على أنه هو الحب الحقيقي,وعلى أنه هو الحب الأكبر والحب المقدس,ولكن عندما يعبر ذلك الإنسان عن عواطفه الملتهبة وأشواقه الزائدة,وعندما يثبر أغوار الحب في نفسه ويتتبعها بإمعان فإننا سنجد أن هذا الحب ينطوي على مدى جوع المحب وحرمانه وشعوره بالوحدة والعزلة.وهنا فاننا لسنا في حاجة أخرى الى القول باننا قد نصادف في حياتنا أشكالاً قريبة الشبه بهذا النوع من الحب,فليس من النادر ان نجد شخصين يحب كل منهما الآخر,ويقدس كل منهما الآخر,وبعض هذه الحالات – وخصوصاً الشاذة منها – تصل الى حد الجنون وهو مايطلق عليه جنون الحب.
هناك شكل آخر من الحب المرضي وهو ذلك النوع من الحب في أنه حب لايوجد الا في خيال هذا الشخص المحب وفي أوهامه,وهو حب لايرتبط أساسا بشخص محدد موجود فعلا.وأكثر صور هذا النوع من الحب انتشاراً نجدها في بدائل الاشباع,فنجدها مثلا في صورة مشاهدة افلام الحب وكذلك في قراءة روايات الحب,وفي صورة التغني بكلمات الحب وبأغانيه.وهنا نجد أن كل أنواع الشوق والحرمان في الحب,وكل أنواع الشعور بالوحدة والغربة تجد لها متنفسا في تلك الموضوعات البديلة.وفي حياتنا الواقعية قد نصادف زوجين لم يستطع كل منهما أن يعبر جدار العزلة والانفصال الذي يحول بينه وبين زوجه,نجد أن مثل هذين الزوجين لايكون بوسع الواحد منهما إلا أن يبكي ويتأثر عندما يشاهد أحد أفلام الحب سواء على شاشة السينما أو التلفيزيون,سواء كان ذلك الحب حباً سعيداً أو حباً فاشلا.ونستطيع أن نلاحظ أيضاً أن الكثيرين من الأزواج الذين يترددون على مشاهدة أفلام الحب,يعتبرون أن هذه الأفلام هي الفرصة الوحيدة التي تتيح لهم الشعور بالحب المشترك كمتفرجين على قصة حب يعيشها غيرهم على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة.وطالما أن حبهم ماهو إلا مجرد حلم من احلام اليقظة فبامكانهم أن يشتركوا في أحداث الفيلم وكأنه حلم وبمجرد أن ينتهي الفيلم,وينتهي معه الحلم,وتصيبهم اليقظة فيعودوا الى أرض الواقع بعد أن أفاقوا من عالم الأوهام,ويروا بالفعل حباً حقيقياً بين شخصين حقيقين,فانهم يصابون بالخوف ويفقدون الثقة.
وأحد المظاهر الأخرى للحب الوهمي أو الحب الكاذب هو الهروب من حياة الحاضر والعيش على اجترار قصص الماضي وذكرياته.فنجد مثلا زوجين تتحرك عواطفهما بعنف عندما يعودان الى ذكرياتهما القديمة عن الحب الذي كان,بغض النظر عما إذا كانوا قد عاشوا الحب فعلا في الماضي – الذي كان حاضراً فيما مضى – وبنفس الطريقة يهيمون في المستقبل الملىء بالحب,وذلك من خلال الأحلام والأوهام.
كم من المخطوبين أو المتزوجين حديثاً يحلمون بالمستقبل السعيد,بينما هم في الوقت الحالي قد بدأ كل منهما يشعر بالملل تجاه الآخر,ولم يأت المستقبل بعد.؟
هذا التفكير في المستقبل السعيد يتفق مع الاتجاه العام الذي أصبح يميز الانسان الحديث,فالانسان المعاصر لايعيش على أحلام المستقبل أيضاً بعيداً عن الحاضر,وماهذا الأسلوب إلا نوع من الخداع النفسي الذي يجعل الإنسان يتذكر طفولته,ويعيش في أحضان أمه طفلاً,أو أن يحلق بأوهامه في آفاق المستقبل البعيد البعيد.
وسواء كان الحب من خلال المشاركة في خبرات وهمية وغير حقيقية للحب في حياة الآخرين التي يراها في روايات أفلام الحب وأغانيه,أم بهروبهم من حاضرهم الى ذكريات الماضي أو الى أحلام المشتقبل,فإن هذه الصورة الغريبة من صور الحب ليست أكثر من صور تعاطي المخدرات,فالحب الوهمي هنا هو المخدر الذي يتعاطاه الناس ليهربوا من الواقع المؤلم الذي يشعرون فيه بالغربة والعزلة والانفصال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مثنى النقشبندي
.::الأدارة العامة ::.
.::الأدارة العامة ::.
مثنى النقشبندي


ذكر
عدد الرسائل : 219
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

ملف عيد الحب (الفالنتاين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عيد الحب (الفالنتاين)   ملف عيد الحب (الفالنتاين) Emptyالخميس فبراير 14, 2008 1:00 am

لكي لايذوب الحب في وعاء المشاغل اليومية



ينبغي أن تكون الحياة الزوجية والعائلية مصدر الحب والحنان والأمان,وأن تهيىء الجو المثالي والملائم لنمو الشخصية وتفعيل المواهب.غير أن ذلك لايكون ممكنا إلا إذا ساهم كل من الشريكين بقسطه من العمل في سياق العلاقة الزوجية المتبادلة.
إن اختيار شريك الحياة الزوجية أمر هام للغاية والأهم من ذلك كيفية تكوين تلك العلاقة الزوجية,وما الذي يمكننا فعله لكي نقود هذه العلاقة الزوجية نحو النجاح.
لايجد المرء سعادته في الحب,حينما لايرى أمامه سوى مصالحه الشخصية,إن سعادة الحب هي مكافأة للمرء على تعامله مع الآخرين بمنتهى الحب والرقة والحنان.فالكلمات يمكن أن تكون أسلحة فتاكة تؤذي الروح في الصميم.
ملاحظة هامة:
إن الشعور القوي بالحب لهو شيء مختلف كليا عن ذلك الحب الذي يجمع بين شخصين طوال عمرهما.وإن مجرد حالة العشق (أو الهيام),كما وصفتها عالمة النفس الأميركية باربرا دي انغليس في سياق دراسات وأبحاث دامت سنوات طويلة,لا تستمر في أفضل الحالات أكثر من أربع سنوات.فوفقاً لذلك لاتظل مجرد المشاعر السبب الرئيسي للبقاء معاً,وإنما فقط القرار المشترك بالبقاء معاً.إن الحب عملية فعالة,وتشغيل لثروة الإنسان الداخلية وطاقته الكامنة,وهو ليس عملية سلبية.هو باختصار عطاء دون انتظار أي مقابل.ولهذا السبب بالذات لايمكن مقارنة حالة الهيام (أو العشق) بحالة الحب الحقيقي.فالحالة الأولى تعمل على المطالبة بحقها من الآخر,والذي تدعيه دوماً,وهو غالبا مايكون مقترنا بالطمع والغيرة والسعي نحو التملك.
الهيام وحده لايعني الحب.ربما يغطي الهيام جزءاً صغيراً فقط من مفهوم الحب,لاينشأ الحب الكبير إلا بالاقتراب من المحبوب,وعقد العزم على إقامة رابطة حب كبيرة معه,وعلى إقامة مودة خالصة إزاءه.
نصيحة للنجاح:
لاينبغي عليك,في الأيام التي لايكون مزاجك فيها ملائماً للحب,أن تنصاع كثيرا مشاعرك.وعلى الرغم من ذلك فينبغي عليك هنا أن تحافظ على تعاملك مع الطرف الآخر بمنتهى الرقة والمودة.
فالمشاعر تظل على الأغلب عرضة لتقلبات المزاج.
عليك أن تبني حياتك على أساس راسخ ومتين من التسليم الكلي والإخلاص غير المشروط.
فن حب الآخر
اتخذ قرارك لمستقبل أكثر سعادة وجمالاً.وضع نصب عينيك باستمرار المقولة الشهيرة التالية للكاتب إريش فورم:
"يتغاضى المرء,في سياق الحب الشهواني,عن عامل هام جداً,ألا وهو الإرادة! ليس الحب شعور قوي,وإنما هو قرارك بشأن الآخر,وحكمك تجاهه,وأخيراً وليس أخرا وعدك له!"
"لايوجد نشاط أو عمل أو مغامرة تبدأ بآمال وتوقعات كبيرة,وتنتهي بروتين يومي اعتيادي مثل الحب" هذا مايذكره الكاتب إريش فروم في كتابه:"فن الحب" ويدعو لمحاولة اكتشاف حقيقة مايعنيه الحب:"الخطوة الأولى في هذا الطريق هي مجرد معرفة أن الحب فن,حينما نرغب بأن نتعلم كيف نحب,فإنه ينبغي علينا أن نتبع الخطوات نفسها,والتي نتبعها حينما نرغب بتعلم أي فن آخر من الفنون,كالموسيقى أو الرسم أو النجارة أو فن الطب والهندسة".
لماذا يفترق الناس عادة بسرعة!
ترى الكاتبة بربرا دي انغيليس أن سبب ذلك يكمن بالدرجة الأولى في بحث المرء الدائم عن النشوة,يبدو أن سعادة الإنسان العصري تكمن في النشوة.
نشوة الشراء,نشوة المخدرات,نشوة النجاح,لا سعادة دون مبادرة وتأتي الآن نشوة الحب,والبحث عن بريق الحياة,كما يقول عادةً المدمنون على المخدرات.هل نصير جميعنا مدمنين على الرغبة والولع؟ربما ينبغي على المرء للحؤول دون حدوث ذلك,أن يفك ما تحمل معها الأساطير من سحر,ربما يستطيع المرء هنا أن ينظر الى الحب على أنه الرؤية والتبصر,كما يعرفه "سكوت بيك",أو على أنه إرادة المرء لتجاوز حدود الذات,وذلك لدعم النمو العقلي والروحي للذات وللآخرين.فالتعاون المتبادل بين الناس يعمل على تقويتهم وتماسكهم أكثر وأكثر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مثنى النقشبندي
.::الأدارة العامة ::.
.::الأدارة العامة ::.
مثنى النقشبندي


ذكر
عدد الرسائل : 219
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

ملف عيد الحب (الفالنتاين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عيد الحب (الفالنتاين)   ملف عيد الحب (الفالنتاين) Emptyالخميس فبراير 14, 2008 1:01 am

النجاح في الحب ليس صدفة



لكل شيء تضحية ما,ولكل شيء عوائقه ومصاعبه التي ينبغي السعي لتجاوزها.حينما يكون استعدادك للتضحية كبير جداً.فأنت تعلم حتماً مدى أهمية الشيء الذي ضحي من أجله! إن "أساطير الحب " أوهمت الإنسان على مر الزمان,أن الحب لايحتاج الى تضحية,وبالتالي فإننا نجد معظم الناس لايبادر الى العمل والتضحية في سبيل ذلك,إلا في البدايات المبكرة لعلاقات الحب التي يمرون بها,ثم ينتظرون بعد ذلك لأن تؤتي علاقات الحب تلك ثمارها المرجوة بشكل تلقائي,ودون أي تدخل فعال,أو تضحية فعلية من قبلهم في سبيل استمرار مسيرة الحب هذه !
ملاحظة هامة:
حينما تود أن تكون ناجحاً على الصعيد المهني,فيجب عليك بالضرورة أن تسعى جاهداً لأجل ذلك.لن تختار أية مهنة,ثم تقول :سأتدبر أمري بطريقة أو بأخرى,سأحصل على ماأحتاج من مال بشكل أو بآخر,وذلك لكي أستطيع شراء شقة سكنية رائعة,أو سيارة فخمة,أو ....الخ,كلا,بهذا التوجه لن تحظى بأي نجاح يذكر!سوف تنجح مساعيك,حينما:
* تعرف ماذا تريد تماماً.
* تكون مستعداً للعمل لأجل ذلك.
* تطور في نفسك وتأهيل نفسك باستمرار.
* تتعامل بشكل إيجابي وملائم مع الناس من حولك.
أنت أيضاً بالتأكيد لديك رغبة النجاح في حياتك الشخصية.إن كان ذلك صحيحاً,فأنت تستطيع بلا شك ان تفعل الكثير لأجل ذلك.ربما تعلم أن النشوة الأولى للحواس.الحب في بادىء الأمر والزواج من بعده,لايكفي لتحقيق ذلك المستوى المرجو والمطلوب من السعادة في الحياة الزوجية.
ملاحظة:
حينما تترك موضوع الحب للصدفة,فسرعان ما يمكن أن يتحول حلمك الى كابوس,وللأسف فالكثير من الناس يقول: ستسير حياتنا الزوجية بطريقة أو بأخرى على مايرام,سوف أكيف زوجي / زوجتي وفقاً لما تقتضيه طباعي وأهوائي,ستسير الأمور على مايرام حتماً.
غير أن المشاكل ستبدأ بالظهور,عاجلاً أم آجلاً,وربما تبدأ بالشك في حبك,ولأن معظم الناس لم يتسن لهم أن يتعلموا كيفية حل المشاكل,فهم سرعان ما يستسلموا,الى أن ينتهي الأمر الى الطلاق.هذا النمط من "الإفلاس الشخصي",تعتبره المجتمعات عموما امراً عادياً,وسرعان مايبدأ كل من المرأة والرجل بالبحث مجدداً عن حب كبير ضائع,طالما حلم كل منها به!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حارس مملكة الحب
.::نائب المدير العام.::
.::نائب المدير العام.::
حارس مملكة الحب


ذكر
عدد الرسائل : 72
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

ملف عيد الحب (الفالنتاين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عيد الحب (الفالنتاين)   ملف عيد الحب (الفالنتاين) Emptyالخميس فبراير 14, 2008 1:04 am

الحب,ماهو بالفعل؟



كلوديا انكلمان
ربما يكون تعريف الحب.تلك الكلمة السحرية.كما يلي:
-الرغبة
-القوة
-الشهوة
-الولع
-الاستجابة
كان الحب وما يزال لغزاً غامضاً محيراً.يمكن أن يضعف الحب بين شخصين,كما يمكن له أن يقوى الى حد.ليس ثمة شيء يمكن أن يفرق بين هذين الشخصين.
سئل حكيم ذات مرة عن الساعة الأهم في عمر الإنسان,وعن الشخص الأهم الذي صادفه,وعن العمل الأهم في الحياة.فكان جوابه:الساعة الأهم هي الحاضر,والشخص الأهم هو كل شخص يقف لتوه أمامك,والعمل الأهم هو الحب.
العاشقون والعاشقات على درجة عالية من العاطفة
من عادة الأهل أن يلاطفوا أطفالهم,ومن عادة العاشقين أن يلامسا ويمسدا جسد بعضهما,لو كان الدماغ عضو الشهوة الأهم لدى الإنسان,ولو كانت المساحة هي المعيار الفصل,لكان الجلد هو عضو ومركز الشهوة الأكبر لدى الإنسان,ففيه خمسة ملايين خلية حسية تقريبا,من شأنها أن تستقبل بمساحتها المقدرة ب 1.7 متراً مربعاً أدنى إشارات الملامسة اللطيفة الناعمة,حيث يرغب المرء بأن يلامس من يحب,ويستمتع في ذلك جداً! وتنقل الخلايا المستقبلة للإشارات الموجودة على الجسد الإشارات اللطيفة الناعمة عبر النخاع الشوكي الى الدماغ.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن آلية الملامسة لا تثير الارتياح والشعور بالولع فحسب,وإنما تعمل كذلك على تخفيف الآلام,وعلى تسريع عملية الشفاء,والتقليل من حدة الخوف والقلق,وعلى إزالة التوتر,وتزويد قدرة المرء على التعلم.كما تعمل آلية الملامسة على تقوية الجهاز المناعي,وعلى تخفيض ضغط الدم المتزايد.ويفرز الجسم خلال ملامسته بمنتهى الرقة والحنان كميات أقل بكثير من هرمونات "الإرهاق" التي يفرزها عادة,وكميات أكبر من هرمون الأوكسيتوسين الذي يحل محل الدماغ الى حد كبير نسبياً خلال عملية الولادة,وعملية الاهتياج الجنسي (الذروة).بالإضافة لذلك يتم إفراز الإندروفينات,وهي مثبطات ألم طبيعية داخل الجسم وتعرف ب "هرمونات السعادة".أما الهرمونات التي يتم إفرازها خلال "ليلة حب رومانسية" فهي تعمل على التخفيض من حدة الإرهاق وعلى دعم آلية الاسترخاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MARWA
:: عضو جديد ::
:: عضو جديد  ::



انثى
عدد الرسائل : 7
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

ملف عيد الحب (الفالنتاين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عيد الحب (الفالنتاين)   ملف عيد الحب (الفالنتاين) Emptyالجمعة فبراير 15, 2008 4:27 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسماء الحب وتعاريفها: وضعوا للحب قريباً من ستين إسماً,وهي :المحبة ,والعلاقة,والهوى,والصبوة,والصبابة,والشغف,والمقة,وا لوجد,
والصلت,واليتم,والعشق,والجوى,والديف,والشجو,والشوق,و الحلابة,والبلابل,والتباريج,والسدم,والغمرات,والوهل, والشجن,واللاعج,
والاكتئاب,والوصب,والحزن,والكمة,واللدغ,والحرق,والشه د,والأرق,واللهف,والحنين,
والاستكانة ,والتباله,واللوعة,والفتون,والجنون,واللم,والحبل,وال رسيس,والداء المخامر,والود,والحلة,والحلم,والغرام,
والهيام,والتدلية,والوله,والتعبد,وقد ذكر له أسماء غير هذه وليست
من أسمائه,وإنما هي من موجباته وأحكامه ذكرها ابن قيم الجوزية,
ثم شرح كل لفظة من أسماء الحب التي ذكرت أعلاه.
وأما المحبة فلها معان كثيرة,وكثيراً مااشتق لفظها من فعل الحبة واشتق من صفاتها وهي كأنها اسم العلم لأقسام المحبة وهي:
الهوى مشتق من السقوط,ومعناه ميل القلب,وسرعة تقلبه لأجل المحبة,كما يسرع الهواء التغير لشدة صفائه ولطافته.
وأما العشق فقالوا:هو الذي لايقدر صاحبه على كتمه.
واما الصبابة فهي من اللغة بمعنى العشق والصب العاشق المشتاق,وأما العلق والعلاقة ,فهو الحب الملازم للقلب.
وأما الشغف,فيقال شغف الحب أي بلغ شفاف القلب وجلده.
واما الهيام فهو ان يذهب على وجهه لغلبة الحب عليه.
وأما الوله إذا ذهب عقله لفقد حبيبه,فهو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد.
واما الجوى فهو الهوى الباطني,والحب المتمكن الذي يقتل صاحبه.
وأما الألفة ,وهو أول مقام من مقامات الحب,وقد عدت في أسبابه,وهي الممازجة ويستدعيها الأنس.
وقيل :العشق وهو اسم لما فضل عن المقدار الذي اسمه الحب,وفي الصحاح:العشق فرط الحب.
وقال :ابن سيده:العشق عجب المحبوب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته.
وقيل :العشق الاسم,والعشق مصدر,وعشيق كثير العشق,وامرأة عاشق وشجرة يقال عاشقة تخضر ثم ترق وتصفر.قال الزجاجي:واشتقاق العاشق من ذلك.وقال الفراء:العشق نبت لزج فسمي العشق الذي يكون بالإنسان للزوجة ولصدقه بالقلب.وقال ابن الأعرابي:العاشقة اللبابة تخضر وتصفر وتعلق بالذي يليها من الشجر فاشتق من ذلك العاشق.والعشيق يكون للفاعل والمفعول,وجمع العاشق عشق وعشاق,ويقال في المرأة عاشقة وامرأة عاشق أيضاً.
وقيل :إن الشغف من شغفها حباً,أصاب حبه شغاف قلبها,والشغاف غلاف القلب,ويقال:حبة القلب,وهي علقة سوداء في صميمه وشغفها حباً ارتفع حبه الى أعلى موضع في قلبها مشتق من شغاف الجبال اي رؤوسها.
قال في الصحاح :شغفه الحب اي أحرق قلبه,وكذلك اللوعة,واللاعج أعني مثل الشغف في الإحراق,فاللاعج اسم فاعل من قولهم لعجه الضرب إذا آلمه وأحرق جلده.
وفي الصباح للجوهري: لوعة الحب حرقته,فهذا هو الهوى الباطني وفي الصحاح الجوى الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن,ثم اليتم وهو ان يستعبده الحب ,ثم التبل وهو أن يسقمه الهوى,ثم التدله وهو ذهاب العقل من الهوى,ومنه رجل هائم والهيام بالكسر الإبل العطاش.والصبابة رقة الشوق وحرارته والمقة المحبة والوامق المحب,والوجد الحب الذي يتبعه الحزن.والدنف لاتكاد تستعمله العرب في الحب,وإنما ولع به المتأخرون,وإنما استعمله العرب في المرض.والشجو حب يتبعه هم وحزن.والشوق سفر القلب الى المحبوب.قال في الصحاح:الشوق والاشتياق نزاع النفس الى الشيء...واختلف في الشوق هل يزول سفر القلب الى المحبوب,فإذا وصل اليه انتهى السفر,فألقت عصاها واستقر بها النوى,قالوا لأن الشوق هو حرقة المحبة والتهاب نارها في قلب الحب,وذلك مما يزيده القرب والمواصلة,والصواب ان الشوق الحادث عند اللقاء,والمواصلة غير النوع الذي كان عند الغيبة عن المحب.
وقيل :البلابل الهم وسواس الصدر,والبلابل جمع بلبلة,يقال بلابل الشوق,وهي وسواسه.
والتباريج الشدائد والدواهي,يقال برح به الحب والشوق إذا أصابه منه البرح وهو الشدة,والغمرة مايغمر من حب أو سكر أو غفلة والشجن الحاجة حيث كانت.وحاجة المحب أشد الى محبوبه.
والوصب ألم الحب ومرضه.فإن أصل الوصب المرض.والكمد الحزن المكتوم والكمد تغيير اللون.والأرق السهر وهو من لوازم المحبة والحنين الشوق.والجنون أصل مادته الستر و الحب المفرط يستر العقل,فلا يعقل المحب ماينفعه ولامايضره,فهو شعبة من الجنون ومن الحب مايكون جنوناً.
والود خالص الحب وألطفه وأرقه,وهو من الحب بمنزلة الرأفة من الرحمة.
والخلة توحيد المحبة,فالخليل هو الذي يوحد حبه لمحبوبه,وهي مرتبة لاتقبل المشاركة,ولهذا والوله ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد وله اسماء اخر غير هذه .
وقيل :إن الحب أخص من العشق لأنه عن أول نظرة وأقصاه امتزاج الأرواح والرأفة أشد لأنها مبالغة في الرحمة.قال الحراني: هي أرق الرحمة والرحمة أعم لوقوعها على غير ذي صلة بخلاف الرأفة.ويقرب من الحب الود وخالصه,فيكون من الحب كالرأفة من الرحمة,وفي المقة والتيم حالة يملك بها المعشوق العاشق,فإذا زاد فهو الوله أي الخروج عن الترتيب.
والشجو هو الحزن,والطرب أيضاً ضده,ويطلق على القهر والغلبة وهو هنا عشق يقترن بالهم.والخلة تمام المحبة سواء كانت بلاعلة.وهي الصداقة أو بها,وهي فرط العشق الذي لايخالطه غيره,أخذت من الخلو أو التخلي,فكان القلب لما تخلى للمحبوب دون غيره,اتصف بها,والعلاقة وهي في الصحيح اسم لمبادىءالمحبة أخذت من علق بالتحريك أي حب وكسحاب الهوى وبهاء,ويجوز أن يراد بها شدة اختلاط القلب بالحب,ويقرب منها الغرام,وهو أشد لأنه ولع واشتغال بالحب والهوى مطلق الميل والإرادة,ويطلق على ذهاب العقل في العشق وعلى نفس المحبوبة.
وأما العشق فأعم منها,وقيل :أخص وهو إعجاب بالحب أو إفراطه فيه وأخذ من العاشقة...والغمرة سكر القلب بتذكار الحب واشتغاله به,والشغف شدته مأخوذ من شغاف القلب أي غلافه...وعنه ينتج الوله ثم الهيام.
وأما الاستكانة فالخضوع أو شوق ينزع النفس من البدن الى لقاء الحب,ومن ثم قد يقتل عند الرؤية,والشوق أرفع وهل يزيده الوصل أو ينقصه,فإن كان لمجرد شهوة نقص بقضائها,بل ربما عدم,والإ بان رسوخاً على أنه لادليل في الثاني على الدعوى لعدم ذكر الشوق في الشعر,لأنه ذكر استقرار النوى وهو البعد الذي هو أعم,على أن المحققين أجمعوا على أن الشوق حال الغيبة يغاير الشوق حال الحضور.
وأما الصبوة فلا تطلق إلا على الميل والافتنان الواقعين زمن الصبا,لكن تطلق تجوزاً على مطلق الميل المشابهة والنزوع والاشتياق كالصبابة أو هي رقة وحرارة في الشوق,والوجد شدتها والكلف الاستغراق والاشتغال والحنين شوق ممزوج برقة وكلف وتذكر يهيج الباعثة والبلبال شدة الشوق والجوى ضيق الصدر وكتم الهوى.
وقيل :الحب اسم مشترك,يجمع ضروباً من ميل النفس كحب الولد والمال,ثم الهوى,ثم المودة,ثم الصبابة,ثم العشق,ثم الوله والهيام واليتم,وهوأرفع درجات الحب لأنه التعبد.
وسئل بعض الصوفية عن الحب والهوى.فقال: الهوى يحل في القلب,والمحبة يحل فيها القلب.
وقيل: العشق لما يفضل من المحبة كما أن السخاء اسم لما جاوز الجود والبخل اسم لمل قصر عن الاقتصاد.والهوج اسم لما أفضل عن الشجاعة.
وقال بعض الفلاسفة: الحب والعشق والهوى من جنس,لكن العشق اشتهار وتضرع.والوجد هو الحب الساكن الذي إذا رأى صاحبه شغف به.وإذا غاب لهج بذكره.والهوى ما تتبعه النفس غياً كان أم رشداً حسناً كان.أو قبيحاً,ولذلك ذمه الله تعالى بقوله"ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله".



>>>>>>>>>>>>>>>>>يتبع

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MARWA
:: عضو جديد ::
:: عضو جديد  ::



انثى
عدد الرسائل : 7
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

ملف عيد الحب (الفالنتاين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عيد الحب (الفالنتاين)   ملف عيد الحب (الفالنتاين) Emptyالجمعة فبراير 15, 2008 4:29 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا شك أن الإحتفال بيوم عيد الحب والإحتفاء به و اتخاذه مناسبة لتبادل الحب والغرام وإهداء الهدايا الخاصة فيه والتهنئة به كل ذلك محرم بدعة ليس له أصل في الشرع ، وفاعله آثم مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب ، ويحرم إنفاق المال في سبيل ذلك ، ولا يجوز لمسلم المشاركة أو إجابة الدعوة ، ويحرم على الأسواق بيع الأدوات التي تستخدم في ذلك من الزهور والباقات والهدايا والملابس وغيرها وما يتقاضونه من الأموال سحت حرام عليهم ، ولا يجوز تسويق شعارات الحب والدعاية لها من قبل الوكالات والقنوات والمواقع الإلكترونية .

وهذا العمل مشتمل على مفاسد ومخالفات كثيرة:
1- إبتداع عيد غير شرعي ، وليس في ديننا إلا عيدان ، وقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس – رضي الله عنه – قال : قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – المدينة ولهم يومان يلعبون بهما فقال : قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهمت يوم الفطر والأضحى " .
2- التشبه بشعائر النصارى وعاداتهم فيما هو من خصائصهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبوداود. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذرعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضبا لتبعتموهم "قال الصحابة يا رسول الله :اليهود والنصارى قال:فمن "رواه البخاري ومسلم،.
3- الدعوة إلى العشق والغرام والحب المحرم ، واشتغال القلب بما يضعف إيمانه ويقوي داعي الشهوة فيه .
4- إشاعة الفاحشة والرذيلة وإقامة العلاقات غير الشرعية بين أبناء المسلمين من خلال الحفلات المختلطة والبرامج والسهرات المشبوهة.

ويجب على شباب المسلمين وفتياتهم أن يتقوا الله ويلتزموا بشرعه ويتركوا هذه العادة السيئة ،
ويعلموا أنه لايباح للشاب أن يرتبط بالفتاة عاطفيا ويتعلق بها ويظهر لها مشاعر الحب والغرام إلا عن طريق الزواج الشرعي فقط وما سوى ذلك فلا يجوز، ولا يبررهذا العمل النية الطيبة ،
وإذا ارتبط بها عن طريق الشرع فلا حاجة له بعيد الحب والإسلام شرع له وسائل كثيرة نافعة تقوي روابط الحب فيما بينهما وتضمن سعادتهما.

ويجب على المسؤلين أن ينهوا عن ذلك ويمنعوه في جميع المجالات التعليم والإعلام والتجارة وغيرها.

ويجب على الأولياء إرشاد أبنائهم ومتابعتهم والأخذ على أيد السفهاء منهم.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا كلكم راع فمسؤول عن رعيته " رواه البخاري.


أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ويقينا شر الفتن ماظهر منها وما بطن

اللهم امين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملف عيد الحب (الفالنتاين)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(¯`·._ســـــحــر الــــــغــــرام_.·`¯) :: سحر الاقسام العامة :: سحر القسم العام-
انتقل الى: