الحزن الشديد.. يزيد من فرص الموت

اوضحت دراسة علمية سيكولوجية اجريت في هولندا حديثاً بأن الانسان يمكن ان يموت بسبب قلبه المحطم من الحزن.. وقالت باحثة في جامعة بوتشريت في هولندا ان الفجائع الانسانية الكبرى بموت عزيز او قريب او شريك الحياة.. قد تزيد احتمال الموت بخمسة اضعاف عن المعدل الطبيعي..
وقال اطباء القلب المشاركون في الدراسة ان الاشخاص المفجوعين بموت اقربائهم او ازواجهم قد يلجأون الى عادات غير صحيحة كالتدخين المفرط والعزوف عن التغذية المناسبة والاقبال على الكحول بشكل مفرط كملاذ من الفجيعة.. كما ان المفجوع والمحزون يخسر مظلة الرعاية الصحية بسبب احجامه عن العناية بنفسه وعزوفه عن التردد على مراكز الخدمة الصحية. خصوصاً اولئك الذين يفقدون زوجاتهم، باعتبارهن اهم عنصر من عناصر العناية والرعاية الصحية والاجتماعية للأزواج. اما بالنسبة للنساء الارامل، فان الصورة غير واضحة حسبما تقول الدراسة، لكن الوحدة والعزلة للمفجوعة بفقدان الزوج يمكن ان تلعب دوراً كبيراً في تقريب امد الموت، وبالارقام قالت الدراسة ان الرجال موضع الدراسة كانوا اكبر احتمالية لأن يموتوا اسرع، اذ بلغت النسبة في زايدة الموت ما معدله 21% في اعقاب وفاة زوجاتهم، اما النساء اللاتي فقدن ازواجهن فقد كانت النسبة بزيادة 17%، وتزداد النسبة خطورة في الاسابيع المبكرة التي تلي فقدان احد الشريكين، وتنخفض هذه الخطورة بمرور الوقت، وفي نتائج لدراسة اجريت في عام 2003 على مجموعة من الآباء الفاقدين لابنائهم، خصوصاً الابن الاصغر سناً تبين زيادة نسبة الانتحار بين هؤلاء الاباء وخصوصاً في الايام الثلاثين الاولى التي تلي موت الطفل.
وقال الفريق الباحث بقيادة الدكتورة الهولندية ماجريت ستروب ان النماذج التي اجريت عليها الدراسات بينت ان نسبة عالية منها كانت وفياتها بسبب ما اطلق عليه فريق البحث اصحاب القلوب المحطمة او اصحاب الفجيعة النفسية الناجمة عن خسارة الابن او الزوج او القريب.
ومن الناحية البيولوجية فان الاطباء الذين شاركوا بالدراسة افادوا بأن الحزن الشديد يؤدي الى اختلالات هرمونية، تؤثر سلباً في عمليات التمثيل الغذائي، وفقدان الشهية للطعام، ورفع ضغط الدم او السكر او اصابات الدماغ مما يشكل بالتالي اسباباً اضافية للموت بالنسبة للمفجوعين، اضافة الى جنوح معظمهم الى وسائل النسيان كالكحول والمهدئات شديدة التأثير، واضطراب ساعات النوم.
وقال العلماء بأن المحزونين اما انهم يموتون كمداً وحسرة على ذويهم او بسبب امراض عضوية ادت اليها حالات الحزن والفجائع النفسية.

موضوع راقي

شكرا لجهودك العظيمه