- اقتباس :
- ولعل الإنسان الراهن كامتداد لطوره الاول
مازال يستجر خصاله المتوحشة
من خلال دوامات الحروب والنزاعات والإستعلاء والانانية
المفرطة على صعيد الفرد أو الجماعة
وكأن الكائن الإنساني لم يتم ترويضه
بعد بمعنى نجح الإنسان نسبيا في ترويض الطبيعة
ولم يفلح في ترويض نفسه
ثم ما وجهة الزمن وماذا يخبأ الوقت للإنسان
وماذا سيحدثه الإنسان بنفسه؟
ذلك ما نود قراءته في كتاب الغيوب
هل سيفلح الإنسان في قراءة المستقبل؟
ها هنا فكرة عميقة ، قد تبدو واضحة ولكنها بعيدة عن تفكيرنا وهذا جزء من الرغبة في المضي في ترويض الطبيعة بدل النفس.
فكرة قاسية وبشعة وتضعنا أمام انفسنا، عراة من عمليات التجميل والتزيين التي دابت الإنسانية/ في صورتها الحديثة، على إحاطة نفسها بها ، وهذا يجعل التوحش أكثر بشاعة لأنه يتسلل تحت مثالية العلم والتحضر ومع جمال المظهر وحلاوة الشكل...... ولكننا هنا على مائدة الطعام نستلذ الاكل ونقول لصانعيه( تسلم إيدك) ونرفع اعيننا نحو التلفاز لنتآسى على منظر الجياع والإنسانية التي تفتكها الحروب....
عزيزي ، أشعر بالرعب ، إننا اشد وحشية مما كنا ، في البداية كان القتل غريزة من أجل البقاء والحياة وإن كان بصورة بشعة ، كما تصور لنا كتب التاريخ -كما أنتجتها الإنسانية الأن- ولكن الآن الأمر أشد بشاعة لأن الدافع هو المزيد من السلطة ـ المزيد من القدرة على احتواء الطبيعة والإنسان، إنها شهوة التدمير تلك التي تجتاح الإنسانية ولكل منا نصيبه على قدر حمولته...
تتساءل ماذا سيحدثه الإنسان بنفسه؟
الجواب هناك بين الإنسان ونفسه.........ونسأل الله اللطف .
مودتي.